طرحت الأطراف المشاركة في مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا ملفات عدة، أبرزها الدعم الإنساني والعقوبات الغربية و”التحركات الإسرائيلية” في سوريا.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المانحين إلى توسيع نطاق الدعم الإنساني وإعادة النظر في تخفيض التمويل، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في تعافي سوريا، بما في ذلك معالجة العقوبات والقيود الأخرى، إلى جانب دعم عملية انتقال سياسي شامل.
وقال غوتيريش في رسالة مصوّرة موجهة إلى مؤتمر بروكسل التاسع: “إن هذه لحظة فاصلة”، مشدداً على ضرورة ضمان الأمن الغذائي والمأوى والرعاية الصحية وسبل العيش المستدامة للسوريين.
كما حذر الأمين العام من أن الشعب السوري لا يزال بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بعد 14 عاماً من الحرب، في وقت يتراجع فيه الدعم الدولي للبلاد.
من جانبه، أكد منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر، أن العمليات الإنسانية في سوريا تواجه “فجوة تمويلية حادة”، وقال: “إن الشعب السوري لا يحتاج منا أن نكون مجرد مراقبين، بل يتطلب منا التحرك العاجل”.
كما أشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إلى تحول مهم يتمثل في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، محذّراً من أن غياب الدعم الكافي قد يجعل هذه العودة غير مستدامة.
وتابع “إذا فشلنا في مساعدتهم على البقاء في سوريا، فلا شك أن التأثير سيكون كارثياً” مشيراً إلى أن “اللاجئين غير القادرين على إعادة بناء حياتهم قد يضطرون إلى مغادرتها مجدداً”.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي في كلمة له خلال مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا أمس أن مجلس التعاون يدعم أمن سوريا واستقرارها، ويدين “الهجمات الإسرائيلية” المتكررة على الأراضي السورية، ويرفض الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة العازلة، مطالبا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية المحتلة، وفق ما نقله الموقع الرسمي لـ“الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي“.
وأضاف أن “الجولان سيظل أرضاً سورية عربية لا يغير الاحتلال من هويتها شيئاً”، مؤكداً “رفض مجلس التعاون أي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية في سوريا، لأن مستقبل سوريا يجب أن يكون ملكاً لشعبها، وليس نتيجة لمخططات خارجية أو حسابات إقليمية”.
وقال البديوي: “إن هذا المؤتمر يجسد التزام المجتمع الدولي بدعم الجمهورية العربية السورية وشعبها، ويعكس الإدراك المشترك لحجم التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة الحساسة، ويفتح الباب أمام إعادة الإعمار والتنمية”، مشيراً إلى أن “تلك اللحظة تتطلب العمل من أجل تنسيق جهود الدعم الدولي للمرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا والبحث عن السبيل الأمثل لتقديمه وتحديد أولويات الدعم المطلوبة لأن ما يحدث في سوريا تحد إنساني وسياسي وأمني يمس الجميع”.
وشدد أن “إعادة إعمار سوريا واستقرارها هو ضرورة إنسانية وأمنية للمنطقة بأسرها وسيظل داعماً لكل المبادرات التي تضع سوريا على مسار التعافي”.
وفي السياق نفسه، أكد نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، أن الإعفاءات التي قُدّمت مؤخراً لسوريا غير كافية، داعياً إلى رفع العقوبات “بشكل غير مشروط ودائم”.
ودعا يلماز، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر بروكسل التاسع، للعمل من أجل تحقيق تحسن عاجل في الحياة اليومية للسوريين، مشدداً على “أهمية دعم المجتمع الدولي للخطوات التي تتخذها الإدارة السورية لتحقيق عملية انتقال شاملة”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأكد على أهمية الأمن الاقتصادي بالنسبة لسوريا باعتباره “عاملاً رئيسياً في تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد”.
وقال إن تحفيز عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم يتطلب جهود إعادة إعمار شاملة إلى جانب خلق فرص اقتصادية وفرص عمل.
وأشار نائب وزير الخارجية التركي إلى أن “الإعفاءات الأخيرة المفروضة على سوريا قوبلت بترحيب لكنها غير كافية”، مؤكدا الحاجة إلى رفع العقوبات “بشكل غير مشروط ودائم” مع تحقيق تحسن عاجل في الحياة اليومية للسوريين.
وشدد على أن تحقيق الاستقرار والأمن المستدام في سوريا “يعتمد على تطهير البلاد بالكامل من العناصر الإرهابية”، داعياً إلى التنفيذ السريع والكامل للاتفاق الذي أبرمته حكومة دمشق مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
كما أشار يلماز، إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، إذ قال: “إن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يشكل تهديداً لدمشق”.
وفي ختام المؤتمر تعهدت الدول المانحة، وبينها الاتحاد الأوروبي، بتقديم مساعدات إلى سوريا بقيمة 5.8 مليارات يورو، وذلك خلال مؤتمر سنوي للمانحين عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل لدعم سوريا في إعادة الإعمار
وقال المفوض الأوروبي للبحر المتوسط دوبرافكا سويكا “أتشرف بالإعلان أننا تعهدنا جميعاً بما مجموعه 5.8 مليارات يورو، (هي) 4.2 مليارات من الهبات و1.6 مليار من القروض”.
وعُقد مؤتمر بروكسل التاسع، أمس الإثنين بحضور وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيباني، إذ لأول مرة يُعقد مؤتمر بروكسل بشأن سوريا بوجود تمثيل رسمي عن دمشق.