أثر برس

مخيم الركبان.. مصادر “أثر” تكشف عن صفقات تجارية بين فصائل واشنطن و”داعش”

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس يشهد “مخيّم الركبان”، أوضاعاً إنسانية سيئة نتيجة قلة وصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية بفعل رفض الفصائل التابعة للقوات الأمريكية التعاون مع مبادرات تفكيك المخيم العشوائي الذي تشكّل بالقرب من الحدود الأردنية جنوب شرق الأراضي السورية بعد منع السلطات الأردنية مرور قوافل الهاربين من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في العام 2015 للشريط الحدودي.

وكان من المقرر أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى المخيم منذ حوالي الشهرين إلا أن الفصائل المنتشرة في المخيّم وعلى رأسها “جيش مغاوير الثورة”، وما يتبع له من “هيئات مدنية”، رفضت الأمر مطالبةً بدخول المساعدات عبر الأراضي الأردنية، كما تمنع خروج المدنيين نحو مناطق سيطرة الدولة السورية على الرغم من تعهّد منظمات أممية بتأمين عملية النقل المجاني من حدود منطقة الـ 55 كم إلى المراكز التي جهزتها الحكومة السورية لإقامة العائدين من المخّيم الذي يعيش فيها عدد كبير من المدنيين في ظروف إنسانية صعبة.

وكان قائد قوة المهام المشتركة البريطانية الجنرال “ريتشارد بيل”، قد دخل المخيّم مطلع الشهر الحالي، والتقى بقائد “جيش مغاوير الثورة”، المدعو “مهند الطلاع”، لبحث مسائل من أهمها تجنيد المزيد من الشبان في صفوف الفصائل التابعة لأمريكا والمنتشرة في محيط “قاعدة التنف”، التي تنتشر فيها قوات بريطانية وأمريكية لقطع طريق “دمشق – بغداد”، بحجة محاربة تنظيم “داعش”، فيما تؤكّد المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، أن خلايا التنظيم النشطة في مناطق البادية تقيم علاقات تجارية مع “فصائل الركبان”، وخاصة “الطلاع”، الذي يعمل على تأمين الأسلحة والذخائر والمؤن لمجموعات التنظيم التي تتمركز بشكل أساسي في المناطق الشمالية من “منطقة خفض التصعيد”، المحيطة بـ “التنف”.

وغادر مخيّم الركبان منذ بداية الحالية مجموعتين من النازحين بواقع 30 شخصاً، وذلك بعد مرورهم في طرقات تصفها المصادر الميدانية بـ “الخطرة”، وحال وصولهم إلى نقاط انتشار الجيش السوري تم تأمين انتقالهم إلى محافظة حمص حيث أعدّت الحكومة السورية مركز إقامة مؤقّتة لهذا الغرض، وتقول المصادر أن عملية الخروج من “مخيّم الركبان”، بدون موافقة الفصائل المسيطرة عليه تعد مغامرة كبرى من قبل المدنيين.

يُسجّل في المخيّم حالات وفاة بشكل مستمر خاصة بين الأطفال بسبب نقص الرعاية الصحّية وعدم توافر الأدوية، إذ أن الطرق الواصلة إليه مقطوعة من الفصائل المسيطرة على المخيّم الذي تحوّلت غالبية الخيام فيه إلى مبانٍ طينية في محاولة من السكان لتجنّب الظروف المناخية القاسيمة في المنطقة وما قد تحدثه السيول من أضرار جسيمة، ويعدّ المخيم من الملفات المتّفق عليها بين مجموعة من الحكومات والأمم المتحدة لكونه يشكّل تهديداً أمنياً بالنسبة للأردن، وتحدٍّ إنساني صعب بالنسبة للأمم المتحدة، وتحاول الحكومة السورية والروسية إقناع المجتمع الدولي بضرورة تفكيك المخيّم الذي تتخذ الإدارة الأمريكية من حمايته حجّة لبقائها في منطقة التنف بما يمنع إعادة الربط البرّي بين العاصمتين السورية والعراقية من أقصر الطرق الواصلة بينهما.

محمود عبد اللطيف

اقرأ أيضاً