خاص|| أثر برس في ظل ارتفاع معاينات الأطباء بمختلف اختصاصاتهم، والتي باتت ترهق الكثير من المرضى وتمنعهم من دخول العيادات، باتت عدّة حالات مرضية تتوجه للصيدلاني لوصف الدواء.
أما معاينة الطبيب تخطت الـ 20 ألف ل.س وثمن “الروشيته” بعد ارتفاع أسعار الدواء تجد المريض يدفع ما يقارب الـ ٥٠ ألفاً في ظرف ساعة واحدة.
وأكّد بعض الصيادلة الذين التقتهم مراسلة “أثر”، أنهم أحياناً يشفقون على المريض ويصفون له الدواء بعد وصف الحالة التي يعاني منها الشخص.
فالصيدلاني ربيع يقول لـ “أثر”: “بحكم خبرتنا الطويلة بصرف الأدوية أصبحنا نعرف الدواء لأي مرض يوصف”، مضيفاً “يأتي المريض إلينا ويشرح حالته ونوصف له دواءً وحتى أنه يخرج من الصيدلية ولا يدفع ثمن الدواء كاملاً؛ نفهم من خلال ذلك لو كان معه أجرة المعاينة لما أتى إلينا”، مشيراً إلى أن الجميع يعلم بأن الصيادلة خبراء في علم الأدوية وقراءتها وصرفها للمريض وليس في تشخيص المرض.
أما الصيدلانية ربى فلها وجهة نظر مغايرة، حيث أوضحت لـ “أثر” أنها لا تخاطر بصرف أي دواء خارج “الروشيته” إلا للأمراض البسيطة كالسعال ونزلات البرد والإنفلونزا فهذه صرفها بسيط وأدويتها معروفة، معتبرة أن هذه هي صلاحيتها وما تبقى تنصحهم بزيارة الطبيب المختص، مضيفة “حتى لو كانت المعاينة مرتفعة بالنسبة للبعض إلا أنها تبقى أفضل من شراء الدواء عدّة مرات”.
أما مجد صيدلاني أيضاً، يرى أن دور الصيادلة يشمل إعطاء الأدوية وهي أدوية السعال الخفيف والحساسية والإنفلونزا والرشح، بعد سؤال المريض عن خلفية حالته الصحية أو فيما إذا كانت لديه حساسية من بعض الأدوية بضغط الدم والسكري، الأمر الذي لا يعتبر قياماً بدور الطبيب نهائياً، بحسب تعبيره.
وترى سميرة (مواطنة) بدورها، أن الكثير من المرضى لا يثقون في بعض الأطباء لأنهم يصفون عدداً كبيراً من الأدوية، وبالتالي المرضى يلجؤون إلى الصيادلة من باب الثقة، طلباً للاستشارة التي غالباً ما تعطي نتيجة إيجابية بنسبة تصل إلى 80%، نتيجة الممارسة الطويلة للمهنة، مضيفة لـ “أثر” “المريض يبحث دائماً ليس عن الثقة والتوفير فقط، بل عن الشخص الذي يمنحه وقتاً كافياً في الاستماع إليه، حيث يجد ذلك الأمر جلياً في الصيدلي”.
في حين يقول حسن: إن عدداً من المرضى يلجؤون إلى الصيدلي اختصاراً للوقت والمال الذي يدفعونه للطبيب الذي يرهقهم بتحاليلٍ وفحوصات لا ضرورة لها في كثيرٍ من الأحيان.
وعن أسباب ارتفاع المعاينات التي منعت المريض من زيارة الطبيب، بيّن رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء د.عماد سعادة في حديثٍ لـ “أثر” أنه يوجد لجنة مشتركة بين نقابة أطباء سوريا مع وزير الصحة وممثلين عن نقابة العمال ووزارة المالية (لجنة موسعة) والقرار يصدر عن وزير الصحة وهذه التسعيرة حسب القانون تعدل كل ثلاث سنوات.
وأضاف “وبناءً على المعطيات فالتسعيرة الحالية هي من 2005 ولم تعدل حتى الآن”، مشيراً إلى أنه طالما لم تصدر تسعيرة جديدة فإن تسعيرة الـ 2005 لا يمكن أن تكون مناسبة بالوضع الحالي.
وتابع رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء د.عماد سعادة حديثه لـ “أثر” مدافعاً عن الأطباء، حيث قال: “معظم الأطباء يتقاضون معاينات منطقية وهي حتى إن كنا في النقابة لا نتقبلها ويعتبرها الأطباء قليلة بالنسبة لهم، وحتى هذه اللحظة لم تصل إلى النقابة أي شكوى، وكل شكوى تصل إلى النقابة بهذا الخصوص تتم معالجتها وإنهاء الخلاف بين الطرفين”.
دينا عبد ـ دمشق