بعد أيام قليلة من شروع الكيان الإسرائيلي بعمليات التوغل البري المحدود في قطاع غزة، بدأ الحديث يدور في الأوساط “الإسرائيلية” والأمريكية عن النتائج المتوقعة لهذا الهجوم وتبعات هذا التصعيد بشكل عام في المستقبل.
وفي هذا السياق، قال رئيس وحدة “أمان” السابق “تامير هيمان”: “ما زلنا بعيدين عن هزيمة حماس، وللأسف ستكون هناك أيام أصعب، مثل الأيام الأخيرة التي عشناها”.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم: “إن الولايات المتحدة اعتمدت منذ سنوات على إسرائيل في مهمة اختراق حركة حماس والتجسس عليها، لكن مقتل عشرات الأمريكيين خلال هجوم السابع من تشرين الأول الماضي وتحريكَ آليات عسكرية أمريكية بمليارات الدولارات نحو الشرق الأوسط يعنيان أن هذا التقدير كان خاطئاً”.
بدوره قال الدبلوماسي البريطاني السابق بيتر ريكيتس، في مقال نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية: “لم يذكر المتحدثون الإسرائيليون سوى القليل عن خططهم، إن وجدت، بشأن غزة، وكان التركيز منصباً على تدمير حماس ومن ثم بناء حدود أكثر مناعة مع منطقة عازلة… لكن التدخلات العسكرية لا تحقق وحدها أهدافاً سياسية، وأن إبعاد من يحكم غزة (حماس) من دون خطة قابلة للتنفيذ لن يحقق قدراً عالياً من الأمن لإسرائيل”.
وأضاف أن “حكومة بنيامين نتنياهو تحتاج بشدة إلى استراتيجية لتحقيق الاستقرار في غزة إذا أرادت تحقيق الأمن الدائم لشعب إسرائيل، وبمجرد انتهاء القتال، ستكون هناك حاجة هائلة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار”.
وتناول المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجموعة “أكسفورد للأبحاث”والمستشار في “المنتدى الاستراتيجي الإسرائيلي” الدكتور توني كلوغ، تفاصيل التصعيد بشكل عام منذ بدء “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الفائت، وصولاً إلى هذا اليوم، موضحاً في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية أنه “من المؤكد أن هذه الاضطرابات قد حطمت الوهم القائل بأن القضية الفلسطينية يمكن تهميشها، أو أن الصراع يمكن تجاهله أو حله من خلال القوة العسكرية، وهذه ليست حقائق جديدة، لكنها يجب أن تكون الآن واضحة مثل النهار”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة أثبتت أنها غير مؤهلة على الإطلاق لتأدية دور الوسيط النزيه، لكنها، يمكنها أن تضع ثقلها وراء مبادرة تقودها دول المنطقة التي عقدت سلامها مع إسرائيل، مستغلة المنفعة المحتملة غير المقصودة لإسرائيل” منوهاً في الوقت ذاته أن “حل الصراع ما يزال ممكناً، لكن إذا لم يتم اغتنام الفرصة بسرعة وبقوة، فإن الانفجارات الزلزالية المستقبلية المتوقعة أو غير المتوقعة، ستكون في انتظارنا”.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “هناك 242 مختطفاً في غزة” مضيفاً أن “عدد القتلى العسكريين ارتفع إلى 332 منذ 7 تشرين الأول”.
يشار إلى أن حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وصلت اليوم إلى 9061 شهيداً، ووصل عدد المصابين إلى 32000 مصاب، وفق ما أكدته وزارة الصحة في غزة.