أثر برس

“مسافرو الحرب” فيلم لمن يريدون الهروب من الحرب في سوريا

by Athr Press

يمكن للحروب أن تنتج عملاً سينمائياً ينقل لنا ولباقي الشعوب مايحدث فعلياً من مشاهدٍ لا تستطيع إلا السينما أن تجسدها، من دمار وإباداة جماعية وفقد، فالحرب تشمل الجميع إن شاركت فيها أو لم تشارك، ولكن “سنرجع يوماً” كما قالتها فيروز عندما غنت لبلدها اللبنان الذي عانى من ويلات الحرب.

فعلاً هذا ما حصل في سوريا، كل يومٍ ترى مشهداً مختلفاً صنعته الحرب يجسد معنى الألم والبعد عن وطن حكمت عليه ظروف الرصاص والقذائف، فضلاً عن المستقبل الذي فقد، أو المنزل الذي دمر بقذيفة أنهت أيام الطفولة والدراسة والذكريات العتيقة، ربما تكون هذه القذيفة هي قذيفة جهل أو تسرع ولكنها أنهت كل شيء.

عدسة الفن نجحت في سوريا بنقل مشاهد الحرب من بدايتها حتى الآن، ولكن ماذا تستطيع هذه العدسة المغلوب على أمرها أن تنقل، ربما الحلم الذي ضاع أو فرحة أنهتها قذيفة، أو حلم شاب في السفر لأنه لايريد الحرب، إلا أنه حمل ذنباً كبيراً بسبب رفضه الحرب.

الفيلم السوري “مسافرو حرب” واحد من مئات الأفلام التي كتبت عن سوريا، والذي يجسد ما هو أفظع من الذي تحدثنا عنه سابقاً، يجسد الواقع الذي حصل مع الحلم الذي أدى إلى نهاية غير متوقعة.

قصة الفيلم تدور حول موظف في شركة كهرباء حاول الخروج من حلب أثناء الحرب والعودة إلى قريته، وتعرّف خلال رحلته على أشخاص عاش معهم حكاية حقيقية لكنها لم تتحقق لأنه لم يكن يريد الحرب.

الفيلم عبارة عن “رحلة لمَن لا يريدون هذه الحرب”، هكذا قال مخرج الفيلم “جود سعيد” بمشاركة فنانين من سوريا ولبنان معتبراً “أن هناك آلاف القصص في سوريا، ويجب أن نصنع ملايين الأفلام”.

وبحسب سعيد فإن “الإنسان لا يستطيع أن ينقل كليّة الأشياء ومَن نقلها نقل جزئاً منها من منظور رؤيته للأشياء، وبالتالي فهي وجهة نظرة غير موضوعية”، وهذا برأيه “خلّص السينما من أحد أخطر أدوارها الذي كان يثقل كاهلها وهي أن تكون وثيقة تنقل ما حدث”، معتبراً ” أن الدور التوثيقي للميديا انتقل إلى التلفزيون أو الفيلم التوثيقي، وبقيت السينما بدورها الفني الخالص المُفترض، وهو بناء وجهة نظر ضمن قالب فني”.

وعن الصعوبات التي تواجه المخرج أثناء تصوير فيلم في بلاد تشوبها الحروب، قال المخرج جود سعيد ” إنها تشبه الصعوبات التي تواجه كل سوري يعيش في سوريا اليوم، ولديه احتمال بألا يعود”.

الفيلم (اللبناني- السوري) انتهى تصويره، لكن عملياته وما بقي سوى المرحلة الفنية وهو في مرحلة التوليف، حسب مخرج الفيلم “سعيد” الذي اعتبر أيضاً أن التجربة اللبنانية أضافت حرية له كمخرج بأن يُبحر في النص، وهو لم يُصرّح عن نهاية الفيلم لأن الصورة برأيه تختزل الكثير من الكلمات وهو ينتظر من المشاهد أن يستخلص نهايتها.

الجدير ذكره، أن المخرج جود سعيد حاز عن فيلمه السابق “بانتظار الخريف”، جائزة أفضل فيلم عربي في الدورة ال 37 من مهرجان القاهرة الدولي، عام 2015، وعمل بعده على فيلم روائي طويل، هو “مطر حمص”، والذي يُعرَض حالياً في الصالات السورية، ويُحقّق أعلى الإيرادات والحضور في السينما السورية منذ العام 2000.

اقرأ أيضاً