أصدرت مؤسستا “وقف الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية” التركية و”هاينريش بول” الألمانية تقريراً مشتركاً من 112 صفحة، يتضمن دراسة ميدانية بأسلوب البحث الكمي، يعرض تصورات ومواقف سكان إسطنبول الأتراك تجاه الوجود السوري في المدينة.
وجاء في التقرير أن العدد الفعلي للأجانب في إسطنبول والذي قدر بـ 1,660,215 نسمة أي 11% من سكان إسطنبول، منهم 963,530 سورياً أي 58% من الأجانب، ويشكلون 6.4% من سكان المدينة.
واعتبر معظم الأتراك المشاركين بالدراسة أن اللاجئين عبء اقتصادي على تركيا، ويحصلون على معاملة تفضيلية مقارنة بالمواطنين الأتراك، ويعتبرون أن السوريين يشكّلون تهديداً من الجهة المادية والمعنوية، ويقللون من فرص عمل السكان الأصليين، ويخلّون بالتوازن السكاني من خلال إنجاب العديد من الأطفال، ويهددون نمط الحياة الحديث، ويجعلون من الصعب الاستفادة من الأماكن والخدمات العامة، ويزيدون من حالات الاعتداء الجنسي ضد النساء والأطفال، ويشكلون خطر الإرهاب، ويؤثرون على نتائج الانتخابات.
وأظهرت الدراسة أن الأتراك في إسطنبول لديهم احتكاك اجتماعي محدود مع اللاجئين، على الرغم من الوجود الكبير للسوريين في مدينتهم، لهذا السبب يتضح أن آراء السكان المحليين وانطباعاتهم مبنية على الأقاويل أو على الأخبار المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي.
واتفقت 32 بالمئة من الآراء مع عبارة “اللاجئون السوريون يشبهوننا ثقافياً”، و60,07 يعتبرون السوريين “إخوة لهم”، وينطلقون بهذا من الهوية الدينية المشتركة بين الشعبين، ولُوحظ أن متوسط المشاعر تِجاه اللاجئين السوريين سلبية جداً ووصلت إلى درجة 2,44 من 10 فقط، حيث إن الدرجة صفر تعبر عن السلبي جداً.
وتوصلت الدراسة إلى أن أنصار حزب “الشعوب الديمقراطي”، هم الفئة الأكثر تقبلاً لإقامة علاقات اجتماعية مع السوريين، وأكثر مَن يرفضون إقامة علاقات اجتماعية مع السوريين هم من أنصار حزب “الشعب” الجمهوري و”حزب الجيد”.
كما أن أنصار “حزب الجيد” وحزب الحركة القومية يعارضون منح الجنسية الاستثنائية بشدة، ويليهم أنصار “حزب الشعب الجمهوري”، وغالبية هذه الأحزاب تعتبر معارضة لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا.