أثر برس

مشروع بناء وتطوير الكرة السورية: إيجابيات وسلبيات ومقترحات

by Athr Press M

اختتمت المرحلة الأولى أو مرحلة الذهاب من بطولة الجمهورية للناشئين (تحت 16 عاماً) والأشبال تحت (14 عاماً) التي أقامها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم ضمن مشروع بناء وتطوير الكرة السورية.

لم تكن النتائج هي ما بحث عنه اتحاد الكرة الذي صرح بذلك مراراً وتكراراً في كل اجتماع مع كوادر اللعبة لأن المشروع هدفه كما هو واضح من عنوانه بناء وتطوير الكرة السورية ونتائجه ستظهر لاحقاً إن استمر الاتحاد في إقامته ودعمه ولكن مع الأسف ما وصل إلى موقع “أثر برس” أن المشروع توقف على الأقل هذا العام بانتهاء مباريات مرحلة الذهاب التي شاركت بها 14 محافظة أمر لا يسر عشاق اللعبة.
هل حقق المشروع أهدافه وأين أصاب وأين أخطأ وما هي المقترحات الكفيلة بتطويره وكل ذلك بأعين كوادر المشروع في المحافظات.

طرطوس ومعاناتها مع الملاعب والحكام والتجهيزات

الكابتن نادر علي مدرب منتخب ناشئي طرطوس قال لـ “أثر برس” إن المشروع من الناحية النظرية كان رائعاً ولكن على أرض الواقع كان توجد به سلبيات لمحافظة طرطوس منها عدم وجود بنية تحتية ويقصد بها الملاعب، إذ عانى المنتخبان الأمرين لتأمين ملعب يصلح للعب أو التمرين عليه.

ويضيف الكابتن نادر: “إن المشروع فقير أيضاً من الناحية المادية، إذ عانينا من تأمين المال لتغطية أمور مختلفة منها نقل اللاعبين من مركز المحافظة إلى مدنهم حيث يقطنون وصعوبة تأمين أجور المراقبة والحكام في المباريات التجريبية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالتجهيزات التي كانت يجب أن توزع على جميع اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين (يجب أن يشارك كل اللاعبين بالتمارين)”.

ويتابع أنه كان يجب مراقبة المنتخبات من الاتحاد حتى بالتمارين وكذلك كانت بعض الكوادر من الحكام والمراقبين ضعيفة جداً وتسببت بحصول بعض المشاكل ،وكان يجب الفرض على كل المنتخبات التقيد بتنفيذ هدف المشروع الفني من بناء لعب ودفاع منطقة بصرف النظر عن النتائج وطرح مبدأ تحفيز اللاعبين.

أما الإيجابيات وعلى الرغم من قلتها إلا أنها كانت مهمة ومنها الجو الجميل بين لاعبي الفرق والمنافسة الشريفة وتوظيف تلك المواهب وتفريغ طاقتها بحب وشغف في أرض الملعب وحب التعاون والعمل لإنجاح المشروع على الرغم من كل الصعاب.

وختم أن المشروع هو أسمى فكرة طرحها الاتحاد منذ تأسيسه لبناء كرة قدم سليمة وقابلة للتطوير على الرغم من كل الصعوبات.

الكابتن غدير أسعد مدرب منتخب أشبال طرطوس قال إن المشروع عموماً فكرة جيدة جداً وبدأنا نحصد ثمارها بوجود مواهب عدة إن تم صقلها صقلاً صحيحاً سترفد المنتخبات الوطنية بعدد من اللاعبين المميزين، وأعطى المشروع فرصة للاعبين الذين لم يظهروا بأنديتهم ظهوراً جيداً لإثبات أنهم الأفضل.

ومن إيجابيات المشروع أيضاً يقول الكابتن غدير هي طريقة الانتقاء وإعطاء فرص متساوية لجميع اللاعبين وإقامة ورشات العمل للمدربين والإداريين كما أن كثرة المباريات لهذه الفئات تعطي اللاعب خبرة أكبر.
ويختم بأن سلبيات المشروع كانت في وقت التحضير فهي قصيرة بالإضافة إلى عدم تأمين ملاعب في بعض المحافظات وخاصة محافظة طرطوس وأيضاً مشكلة تجهيزات التمرين واللاعبين كانت غير كافية وعدم إرسال حكام ذوي خبرة مشكلة كبيرة لأن اللاعب بهذا العمر يحتاج إلى تعليم فالحكام الذين قادوا المباريات كانوا ضعيفي الخبرة.

اللاذقية: سوء التحكيم والملاعب والتوقيت

أيهم الهترة مساعد مدرب منتخب ناشئي اللاذقية قال إن أهم إيجابيات المشروع هي كشف المواهب وتنميتها وصقلها وتهيئتها لبيئة العمل القادمة ضمن المنتخب الوطني الأول بالإضافة إلى زرع ثقافة وأسلوب لعب جديد بعيد عن عشوائيات الأندية.

أما السلبيات يقول الكابتن أيهم فهي ضغط مرحلة التحضير والجدول الزمني للبطولة إضافة إلى التحكيم السيئ وسوء أرضية الملاعب وتوقيت موعد المباريات السيئ.

واقترح الكابتن هترة الاستمرار بالمشروع وضم الفئة الأصغر (تحت 12 عاماً) بالإضافة إلى إلزام الأندية بالعمل في هذه الفئات ضمن خطة عمل وشروط يضعها القائمون والمعنيون في هذا المجال باتحاد الكرة ومتابعة العمل مع هذه المنتخبات لحماية اللاعبين وتطويرهم بحيث نضمن تطور مستواهم الفني والبدني والاستمرار بنهج ثقافة المشروع وهو أسلوب اللعب.

بدر سليمان مساعد مدرب منتخب أشبال اللاذقية قال إن إيجابيات المشروع هو لعب مباريات أكثر من السنوات السابقة وبملاعب مختلفة وبمشاركة عدد كبير من اللاعبين أما سلبياته فهي صعوبة تأمين مباريات ودية وعدم وجود وقت كافٍ بين المباراة الرسمية والأخرى وهذا أثر في التحليل وتصحيح الأخطاء وتركيز غالبية المدربين على الفوز والنتائج أكثر من تركيزهم على تحقيق أهداف المشروع واقترح إلغاء نتيجة المباراة بعد نهايتها مباشرة ولعب ركلات ترجيحية.

حمص: إعادة تقييم عمل الكوادر

الكابتن ماهر دالاتي مدرب منتخب أشبال حمص وجد أن المشروع لم يحقق أهدافه لأن مباريات البطولة لعبت لعباً مضغوطاً ومكثفاّ كما أن مرحلة التحضير لم تكن كافية وتوقيت المباريات كان سيئاً كما أن معظم المدربين همهم النتيجة أكثر من الأداء بسبب الضغط الذي تعرضوا له من الجمهور والمتابعين الذين لايفكرون سوى بالنتيجة.

واقترح الكابتن دالاتي على اتحاد الكرة إعادة تقييم عمل الكوادر وتفريغهم لمصلحة المشروع وعدم السماح لهم بالارتباط بعمل آخر ووضع منهاج تدريبي متكامل من إدارة المشروع وتنفيذه على أرض الواقع بإشراف إدارة المشروع وأن تكون مدة التحضير أطول وفق برامج تدريبية يشرف عليها مختصون من المشروع وإقامة تجمعات جغرافية للمشروع بحيث يتدرب لاعبون مميزون من كل ثلاث محافظات قريبة من بعضها أيام الخميس والجمعة والسبت وتكون بالتالي مدة تحضير مستمرة للمنتخبات ويطبق عليهم أسلوب لعب ومنهاج موحد.

حلب: المدربون لم يتقيدوا بفكرة المشروع

إدريس ماردنلي مدرب ناشئي حلب قال إن المشروع كفكرة ممتازة لبناء وتطوير كرة القدم السورية خاصة مع عدم اهتمام الأندية بهذه الفئات أو الأعمار ومن سلبيات المشروع يقول الكابتن إدريس وجود ملاعب سيئة _كملعبي حمص وطرطوس_ تؤخر تطور المشروع بالإضافة إلى أن معظم المدربين لم يتقيدوا بهدف المشروع وهو البناء والتطوير واهتموا بالنتيجة بالإضافة إلى أن المدة الزمنية للمباريات كانت قليلة ناهيكم عن الضغط الذي كنا نتعرض له من الأهالي والإساءات التي تعرضنا لها كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً الإرهاق الذي كنا نتعرض له جراء السفر إلى المحافظات والعودة بنفس اليوم ووجود 60 لاعباً وإدارياً في حافلة واحدة بالإضافة إلى أن المبلغ المقدم وهو مليون ليرة لإطعام منتخبي الأشبال والناشئين والكوادر غير كافٍ لإطعامهم وجبة واحدة بالإضافة إلى عدم تعاون التنفيذيات مع المشروع وكأننا غرباء عنهم لدرجة أننا لم نشاهد أي شخص من تنفيذية حلب يحضر أي تمرين أو مباراة طيلة مدة المشروع.

إداري منتخب حلب الكابتن محمود صيادي قال إن السفر والعودة في اليوم نفسه بالإضافة إلى أن المبلغ المرسل من إدارة المشروع لتغطية ثمن الطعام غير كاف هما من سلبيات المشروع بالإضافة إلى وجود حكام مستجدين تنقصهم الخبرة واقترح استمرار 30 لاعباً بدلاً من 23 واستمرار المشروع وإضافة أعمار جديدة.

الرقة: التهجم على الحكام ظاهرة سلبية

مدرب منتخب أشبال الرقة الكابتن صالح الداوود قال إنه لم يفكر بالفوز والخسارة وكان الهدف هو تطوير اللاعب والفريق حسب توجيهات إدارة المشروع وأنه يدرب الفريق الموجود معه منذ أربع سنوات وكان دائم التوجيه لهم وتدريبهم على اللعب بعيد عن الفوز والخسارة وهذا ما يجب أن يرسخه جميع المدربين في نفوس الصغار وهذا ما لاحظه في منتخب أشبال اللاذقية الذي عده أفضل منتخب لعب كرة قدم في المشروع.

واقترح أن يتم التشديد في مرحلة الإياب لتقدم جميع المنتخبات أفضل مما قدمته في مرحلة الذهاب كما استغرب تهجم بعض الكوادر على الحكام وهذه ظاهرة سلبية يجب ألا تترسخ في نفوس الصغار.

 

إذاً ولنكون صريحين ومنصفين نقول إن المشروع هو خطوة مهمة نحو بناء وتطوير الكرة السورية لأنه بدأ من الأساس، ظهور بعض السلبيات التي ذكرتها الكوادر يجب تجاوزها في المرحلة القادمة ليعطي المشروع ثماره بشكل صحيح ونتمنى العمل عملاً كبيراً لتوفير الملاعب الصالحة للعب وإقامة المباريات في أوقات مناسبة ودعم المنتخبات مادياً دعماً أكبر يغنيها حاجة الآخرين.

أما فيما يتعلق باللجان التنفيذية في المحافظات فعليها الاهتمام وحل مشاكل منتخباتها ودعمها بدلاً من الوقوف موقف المتفرج لأن المشروع هو مشروع وطني عام وليس مشروع خاص لمستثمرين وغيرهم.

 

محسن عمران || أثر سبورت

اقرأ أيضاً