خاص|| أثر برس ما تزال قرى وبلدات قبيلة البقارة بريف دير الزور الشمالي الغربي تشهد حركة احتجاجات وتظاهرات واسعة على خلفيّة مقتل سيدتين على يد شقيق قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل وأحد أبنائها المدعو مهيدي اللايذ، الذي قتله عناصر من الكوماندوس.
وأفادت مصادر “أثر” بأنه من الصعب أن يشهد هذا الحراك انحساراً في المدى المنظور، خصوصاً أنه امتد لمناطق أخرى خارج مناطق سيطرة “التحالف الدولي” و”قسد” بدير الزور باتجاه ريف الحسكة الجنوبي في مركدة والشدادي حيث وجود سكاني لقبيلة المشاهدة والتي تنحدر منها السيدتان، ولما خلفّه من حالة احتقان وغضب شديدين كما توضح مصادر محليّة.
هذا وعمت التظاهرات بلدات الكسرة والكُبر، والجنينة والجيعة والهرموشيّة ومالحة الذرو وزغيّر شاميّة وحوايج ذياب وحمّار العِلي، وجميع بلدات الريف المذكور منذ صباح أمس، تخللها قطع طرقات وإحراق للإطارات، على حين ما يزال أحد أبرز المطالب، ومحاسبة “الخبيل” وشقيقه، وقاتلي الشاب “اللايذ”، وسط غياب لعناصر “قسد”، على حين يبدو أن المشهد برمته تحت سيطرة السكان المحليين، وعلى الرغم من أنّ بيانات صدرت عن قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، ومُنسقيّة المرأة و”الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا أدانت الحادثة، فإنا لم تُشر لمسؤولية قائد مجلس ديرالزور العسكري أو شقيقه المُتهمين بقضية مقتل السيدتين مُكتفيةً بكون الأمر قيد التحقيق، علماً أن اتهامات الأهالي لهما بالمسؤولية عما جرى.
وأشارت مصادر محليّة لـ “أثر” إلى أنّ الاجتماع الذي كان مقرراً عقده أمس بين شيوخ ووجهاء من قبيلة “البقارة” وممثلين عن “التحالف الدولي” و”قسد” لبحث الأوضاع بعد موجة الاحتجاجات تأجل لثلاثة أيام من دون معرفة الأسباب، مرجّحة أن يُعقد في الحسكة.
مؤكدةً أنّ ثمّة رغبة لطيف واسع من الأهالي في عودة مؤسسات الدولة السوريّة لمناطقهم، لكنهم بلا قدرات على فرض ما يريدونه قبالة ما تريده القوى العسكريّة المسيطرة على الأوضاع هناك، كاشفةً عن أنّ مطلب تشكيل مجلس عسكري خاص بأبناء قبيلة “البكّارة” والذي يُروج في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو من قبل أشخاص، ليس مطروحاً من عموم الأهالي، بل هو مطلب جرى الترويج له ترويجاً مُكثفاً من قادة وعناصر منخرطين في الجسم العسكري لـ”قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد” من أبناء المنطقة، ليتم تشكيله وفق أدبيات “الإدارة الذاتيّة”، لافتة لكن الأهالي يرفضون خيار تشكيل مجلس عسكري لأي قبيلة.
ما يجري وفق مصادر مُطلعة يثير قلقاً لدى القادة الكرد مع ظهور مطالب بتشكيل مجالس عسكريّة بعناوين عشائرية ربما ستخرج عن سيطرتهم في ظل ما يراه المكون العربي بأغلبيته السكانيّة في الشرق والشمال الشرقي السوريين من تغييب لأدوارهم القيادية الرئيسة في تشكيلات ومؤسسات “قسد”.
عثمان الخلف- دير الزور