جاء إعلان سوريا عن موقفها الذي أكدت خلاله أنها لا تفضل إثارة ملف عودتها إلى الجامعة العربية خلال قمة الجزائر في تشرين الثاني المقبل، بالتزامن مع اجتماع دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية استضاف اثنتي عشر دولة بالإضافة إلى “هيئة التفاوض السورية المعارضة” بمدينة جنيف في الأول من تموز الجاري.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر سورية معارضة اطلعت على ملف الاجتماع، أن واشنطن أعطت الدول المشاركة ورقة أعمال مؤلَّفة من سبعة بنود، بينها بند واضح يتعلّق بعدم عودة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث حرصت واشنطن على التأكيد للوفود العربية المشارِكة رفضها مِثل هذا الإجراء، وتوصيتها بضرورة الإبقاء على الوضع الراهن.
وبحسب المصادر فإن هذا الضغط الأمريكي أعطى دفعة قوية للدول التي تعارض هذه الخطوة، وعلى رأسها قطر، التي أعلنت صراحة مرّات عدّة موقفها الرافض، إضافة إلى السعودية، ومصر التي أبدت مؤخراً ليونة في موقفها إزاء سوريا، إذ بدأت تنشط نشاطاً ملحوظاً في الملفّ السوري بعد فترة تردُّد، في وقت يبدو فيه أن الموقف المصري الذي كان يشجّع على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أصبح أكثر تردُّداً.
كما احتوت الورقة بنداً يتعلق بالمسار الروسي وأهمّية الحدّ منه، وتفعيل مسارات أخرى يكون لموسكو حضور أقلّ فيها، في إشارة إلى التطبيع بين دمشق وأنقرة، حيث طرحت واشنطن مجموعة من الاقتراحات لوقْف هذا المسار المدفوع من قِبَل روسيا وإيران، من بينها أفكار تتعلّق بإعطاء مساحة أكبر لـ “المجلس الوطني الكردي” المرتبط بأنقرة في “الإدارة الذاتية”، بالإضافة إلى دعم مشاريع إنعاشية في المناطق التي تُسيطر عليها تركيا في الشمال السوري، وهو ما بدأ المبعوث الأمريكي الجديد إلى مناطق “قسد” العمل عليه فعلياً، نيكولاس جرانجر، بسلسلة لقاءات تمهيدية بين ممثّلين عن الأحزاب الكردية لتنشيط الحوار الكردي – الكردي.
وأضافت المصادر أن تركيا أبدت قلقها من احتمال فشل المسار الأمريكي مجدّداً، خصوصاً أنه جرى تجريبه سابقاً ولم يصل إلى أيّ نتيجة، وأكّدت استمرار دعمها للمعارضة السورية والمسار الأممي للحلّ في سوريا، وتَواصل سعيها لـ” إبعاد خطر الأكراد عن حدودها”، وتخفيض عدد اللاجئين السوريين على أراضيها، وفقاً لما نقلته “الأخبار”.
هذا الاجتماع يعد أحد التحركات السياسية التي أقدمت واشنطن مؤخراً في الملف السوري، لمواجهة الانفتاح العربي على دمشق والجهود الديبلوماسية في مسار إعادة العلاقات السورية-التركية، والتي تترافق مع حضور أكبر للقوات المناوئة لها في سوريا، وهي الصين وإيران وروسيا.