خاص|| أثر برس تُجري قوات “التحالف الدولي” تدريبات متواصلة في قواعدها المنتشرة داخل الأراضي السورية، في حين تواصل نقل التعزيزات العسكرية من قواعدها في إقليم شمال العراق، إذ أشارت مصادر كردية لـ”أثر برس” إلى وجود ارتباط بين هذه العمليات والاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
ولفتت مصادر كردية -رفضت الكشف عن هويتها- إلى أن قبل أسبوع بدأت عملية التدريب بالذخيرة الحية في القاعدة الأمريكية بالقرب من بلدة “قسرك” شمالي الحسكة، وتلاها تدريبات في كل من قاعدة الشدادي، وحقل العمر على مدى يومين متتاليين، ثم تدريبات بدأت أمس في قاعدة المالكية، تزامنت مع نقل تعزيزات ومعدات عسكرية بشكل شبه يومي منذ ما يزيد على أسبوعين، وذلك عبر معبر يقع بالقرب من قرية “المحمودي”، شمالي معبر اليعربية.
وعلى الرغم من أنه عادةً يتم إدخال التعزيزات من معبر اليعربية، فإن القوافل الأمريكية تجنب خلال الفترة الماضية المرور من هذا المعبر لأسباب أمنية، إذ تسيطر قوات الجيش التابعة للحكومة الاتحادية في بغداد على جزء منه، وينتشر بالقرب منه مجموعات من المقاومة العراقية.
وفيما يتعلق بماهية هذه التعزيزات، فأشارت المصادر إلى أن كثافة استخدام الدفاعات الجوية في القواعد الأمريكية مؤخراً، يشير إلى أن معظم هذه التعزيزات هي وسائط الدفاع الجوي، ومجموعات الرادار متوسطة وقريبة المدى، بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من الحماية للقواعد الأمريكية.
وإلى جانب التعزيزات العسكرية، تم نقل “كتل خرسانية” مسبقة الصنع من داخل العراق إلى محيط القواعد في دير الزور والشدادي تحديداً، بهدف بناء جدران حماية في محيط هذه القواعد (الشدادي – العمر – كونيكو)، إذ أوضحت المصادر أن بناء هذه الجدران يأتي من باب الخشية من انتقال المقاومة إلى سيناريو العمليات البرّية ضد القوات الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا السيناريو بات مرجّحاً إذا استمرت المعركة بين الطرفين، والتي يبدو أنها باتت مرتبطة بنجاح المفاوضات العراقية – الأمريكية، لانسحاب “قوات التحالف”، من العراق بالكامل، إلى جانب ارتباطها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، أكد المصادر الكردية التي رفضت الكشف عن هويتها، أن مجموعات صغيرة من القوات الأجنبية كانت تنتشر في قواعد مثل “الشدادي”، و”العمر”، انسحبت من الداخل السوري باتجاه شمالي العراق، موضحة أن عدد هذه المجموعات يزيد عن 50 عنصراً لكل من القوات الفرنسية والبريطانية التي كانت تنتشر في “قاعدة الشدادي”، وظهرت مرات عدة في مناطق متفرقة في ريف دير الزور والحسكة.
ووفق المصادر فإن عملية الانسحاب ناجمة عن وجود مخاوف لدى باريس ولندن من تسجيل إصابات أو خسائر بشرية في صفوف هذه المجموعات جراء الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية.
وفي سياق متصل، شهدت الآونة الأخيرة انخفاض وتيرة الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وعن أسباب هذا الانخفاض أوضح خبراء أنه يرتبط بالحوار الحاصل بين الحكومة العراقية وواشنطن بهدف وضع جدول زمني لانسحاب قوات الأخيرة من العراق، لافتين إلى أنه في حال الانسحاب من العراق فإن الوجود الأمريكي في سوريا سيتأثر سلباً لانعدام وجود نقاط إمداد بري قريبة من القواعد الأمريكية شرقي سوريا.
وفي وقت سابق أكد مفتش عملية “التحالف الدولي” العام في سوريا والعراق روبرت ستروش، في تقريره العام الصادر بتاريخ 10 شباط الجاري، أن الاستهدافات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق جعلت “التحالف الدولي” يركز في المقام الأول على ضمان سلامة وأمن قواته، مشيراً إلى أنه “بسبب الهجمات تم تحويل الموارد العسكرية الأمريكية نحو التهديدات المباشرة”، موضحاً أن الولايات المتحدة أمرت بمغادرة بعض موظفي السفارة في العراق.
المنطقة الشرقية