أكدت مصادر مطلعة على مجريات اللقاء الذي جمع الرئيس بشار الأسد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين، أن الجانبين لم يتطرقا إلى ملف عقد لقاء بين الرئيس الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها أن المباحثات بين الرئيسين الأسد وبوتين “تخللها جانب شخصي مرتبط بالصداقة الشخصية التي تجمعهما حيث أظهر الرئيسان أنه مضى أكثر من عام على لقائهما السابق وأن هذه المدة طويلة قياسا بالعلاقة بينهما”.
ولفتت المصادر إلى أن “الغاية الجوهرية من اللقاء كانت البحث المعمق في التطورات السياسية والعسكرية الحاصلة في الشرق الأوسط وما تقتضيه من تبادل للآراء حيال التعامل المشترك مع هذه التطورات”.
وأوضحت المصادر أن “النقاش حمل توافقاً تاماً بين الرئيسين الأسد وبوتين حيال توصيف المخاطر القائمة من جهة وحيال التوقعات والاحتمالات المقبلة من جهة أخرى”.
وأكدت المصادر أنه “لم يجر بحث موضوع اللقاء المحتمل بين الرئيس الأسد ونظيره التركي رجب أردوغان، ولم يطلب الرئيس بوتين من الأسد اللقاء بأردوغان” مشيرة إلى أن “الرئيس الروسي على اطلاع تام مسبق عبر مبعوثه الخاص ألكسندر لافرنتييف، على موقف الرئيس الأسد حيال العلاقة مع تركيا والتي يجب أن تنطلق من أسس ومرجعيات حول الانسحاب التركي من الأراضي السورية وكذلك حول مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري”.
وكانت الرئاسة السورية قد أكدت أن زيارة الرئيس الأسد، إلى موسكو هي زيارة عمل، ناقش خلالها الجانبان التطورات في سوريا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الرئيس الأسد أكد أن “كلاً من سوريا وروسيا مرّا بتحديات صعبة واستطاعا تجاوزها دائماً”.
بدوره، أفاد الكرملين بأن لقاء الرئيسين السوري والروسي ناقش “الوضع في الشرق الأوسط، ولم يبحثا الملف الأوكراني” مضيفاً أن “خلال المحادثات كان هناك تبادل واسع لوجهات النظر حول جميع المسائل المتعلقة بالوضع في سوريا”.
وتتزامن زيارة الرئيس الأسد، إلى موسكو مع الذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات الروسية- السورية، كما تتزامن مع جملة من التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً، لا سيما فيما يتعلق بمسار التقارب السوري- التركي، إذ يؤكد مسؤولون أتراك أنه يجري التحضير لعقد لقاء سوري- تركي، على مستوى رؤساء البلدين.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “سكاي نيوز”: “أعلن رئيسنا على أعلى مستوى سياستنا، أننا مستعدون لبدء الحوار على المستويات كافة، بما في ذلك الرئاسة، لحل المشكلات القائمة”.
ولفت فيدان إلى أن “البلدين أجريا محادثات عبر قنوات متعددة منذ عام 2017” معتبراً أن “فترة الهدوء المستمرة من 6 – 7 سنوات يجب تحويلها من حالة مؤقتة إلى حالة أكثر ديمومة”.
وفي وقت سابق أشار أردوغان إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، معتبراً أنه لا يوجد أي عائق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا الصدد، علّق الرئيس بشار الأسد، في تصريحات صحفية أدلى بها في تاريخ 15 تموز الجاري، على احتمال عقد لقاء سوري- تركي على مستوى رئاسي، بقوله: “نحن نسأل ما هي مرجعية اللقاء هل ستكون هذه المرجعية هي إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية، هذا هو جوهر المشكلة ولا يوجد سبب آخر فإذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني لقاء؟”.
وأضاف أن ما تطالب به دمشق لإتمام عملية التقارب هي متطلبات تحتاجها هذه العملية السياسية لضمان نتائج إيجابية لها، وقال: “من دون متطلبات لا تنجح العملية فما نتحدث عنه هو المتطلبات التي تفرضها طبيعة العلاقات بين الدول، ويعبر عن هذه المتطلبات القانون الدولي أيضاً”.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر دبلوماسي روسي، ترجيحه أن لقاء الرئيس بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيكون قبل نهاية العام الجاري، موضحاً أنه لم يتم الاتفاق بعد على موعد ومكان اللقاء، فيما علّق السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، على الأنباء المتعلقة بهذا المسار بقوله: “أعتقد أن كل ما تنشره وسائل الإعلام سابق لأوانه، لأن إجراء اتصالات مباشرة بين ممثلي الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية بشأن التطبيع يجب أن يسبقه إعداد دقيق، وهو جارٍ على قدم وساق” موضحاً أن “آلية الحوار الرئيسية حول هذه القضية هي الصيغة الرباعية (روسيا وإيران وسوريا وتركيا)، وفي إطاره، تستمر الجهود الرامية إلى تقريب التوجهات الأساسية بين دمشق وأنقرة”.