تستمر القوات السورية بالتقدم في ريف حماة الشمالي والاقتراب من محافظة إدلب السورية، والمحاولات التركية لوقف هذه العملية لا تزال تلاقي المزيد من الفشل، خصوصاً بعدما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، على أن وقف إطلاق النار في هذه العملية يتوقف على التزام تركيا والفصائل المسلحة باتفاق “خفض التصعيد”.
موقع “ترك برس” نشر مقالاً يؤكد فيه أن تطبيق اتفاق “خفض التصعيد” في إدلب ومحيطها لا ينسجم مع مصالح تركيا، حيث جاء فيه:
“بدأ الهجوم على إدلب كرد على الهجمات من داخل المحافظة على مواقع للقوات السورية.. وإذا كان لدى دمشق هدف نهائي في الحسبان، فمن الأرجح أنه فرض حل على إدلب، ولن يتحقق ذلك بإعادة السيطرة على المحافظة، ولكن بإجبار أنقرة على متابعة اتفاق وقف التصعيد وتطهير المحافظة من المقاتلين المتشددين، من جانبها ترفض أنقرة هذا الحل، لأن إدلب ما تزال آخر معقل للمعارضة المسلحة وللجماعات المتشددة، وسيكون قتالها مكلفاً للغاية، ولكن قد لا يكون هناك بديل”.
الأمر ذاته أشارت إليه صحيفة “آر بي كا” الروسية، لافتة إلى حل وحيد يمكن أن تقبل تركيا به للخروج من إدلب، فنشرت:
“بالنسبة لتركيا، من المهم الحفاظ على الوضع الحالي في إدلب، لأنه يضمن مراعاة مصالح أنقرة في المفاوضات، يمكن أن توافق تركيا على تسليم إدلب، مقابل إنشاء منطقة عازلة في شمال شرق سورية وحل القضية الكردية لذلك، فالقضاء التام على جبهة النصرة الآن مكلف للغاية ولا يتوافق مع مهام أنقرة.. كما أن موقف أنقرة منها مختلف عن موقف موسكو”.
أما صحيفة “العربي الجديد” فاعتبرت أن تطورات المعركة في ريف حماة، تدل على أنه لا يمكن الوصول إلى اتفاق بين روسيا وتركيا حول إدلب، فورد فيها:
“لا تلوح في المدى المنظور بوادر تهدئة في شمال غربي سورية، في ظلّ استمرار حملات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من القوات السورية وحلفائها الروس.. وينسف استمرارا الحملة العسكرية في ريف حماة الآمال بالتوصّل إلى تهدئة بين الجانبين التركي والروسي، ولا سيما عقب اتصال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الجمعة الفائت، بنظيره فلاديمير بوتين”.
جُل ما تسعى إليه أنقرة في هذه المعركة هو انتهاءها للحيلولة دون المزيد من تقدم القوات السورية، ولمنعها من استعادة إدلب التي تعتبر آخر معاقل “جبهة النصرة” وما يدفع أنقرة نحو المزيد من الإصرار لوقف هذا الهجوم هو أنه في حال توسعت العملية العسكرية يمكن أن تصل إلى كافة مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها، وفي الوقت ذاته ترفض الالتزام بأي اتفاق، ما دفع القوات السورية إلى البدء بعمليتها في ريف حماة والاستمرار فيها.