يبدو أن إعلان “ساعة الصفر” لإطلاق معارك الجنوب الدمشقي باتت “قاب قويسن أو أدنى”، ولاسيما مع استكمال القوات السورية لتعزيزاتها العسكرية واستقدامها لمئاتٍ من العسكريين المُجهزين لخوض المعركة المرتقبة.
المعركة المذكورة تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم “داعش” في مخيم اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن والحجر الأسود، بغية إكمال طوق “أمان” العاصمة دمشق بالكامل.
الصفحات الإلكترونية المحلية، التي تُدار من داخل مخيم اليرموك، توحي بشكل أو بآخر إلى مدى التخبط والتشتت الذي يضرب تنظيم “داعش”، ولاسيما أنها تنشر أخبار وصور توضح “الوضع المعنوي المزري” الذي خيم على عناصر التنظيم.
وأشار مصدر أهلي من داخل المخيم، إلى هروب أميرين شرعيين للتنظيم، وهم “أبو حمزة الأفغاني، وأبو عمر باسوطة”، إضافة للمدعو “خالد منصور” أحد أبرز القادات العسكرية للتنظيم، مبيناً أن وجهة الهروب مجهولة حتى اللحظة.
توازياً مع ذلك، قضى مدني وأصيب آخر جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها مسلحو “داعش” على حي الزاهرة القديمة جنوب دمشق.
في سياق متصل، تشهد الأحياء الجنوبية للعاصمة، “يلدا- ببيلا- وبيت سحم” مفاوضات بين الحكومة السورية من جهة وممثلين عن فصائل المعارضة من جهة أخرى، حيث من المتوقع إعلان اتفاق خروج الفصائل إلى إدلب خلال الأسابيع القليلة القادمة، الأمر الذي يضع منطقتي “مخيم اليرموك والحجر الأسود” في خانة اليك، كونهما ستصبحان المنطقتين الوحيدتين خارج سيطرة الدولة السورية.
ويُوصف مخيم اليرموك بأنه ذو رمزية خاصة، كونه أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم، ومرجع لذاكرة الشتات الفلسطينية، إذ كان يقطنه أكثر من مليون نسمة قبل اندلاع الحرب السورية.