اجتمعت بعض الدول العربية والأوروبية في العاصمة البولندية وارسو، لمناقشة الاستقرار في الشرق الأوسط، وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية خلال المؤتمر التسويق لـ “صفقة القرن” للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتشكيل حلف معادي لإيران يسعى لعزلها محوراً لهذا المؤتمر، وقد تم ذلك بحضور رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، لكن نتيجة هذا المؤتمر لم تكن كما خطط لها الداعيين له.
حيث أكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن واشنطن كانت الخاسر الأكبر في المؤتمر، حيث جاء فيها:
“الولايات المتحدة هي التي خرجت من مؤتمر وارسو بصفتها الخاسرة وبشكل معيب تحمل لقب قوة عظمى، فقد فشلت الجهود لرص صفوف الغرب ضد إيران، الأوروبيون وافقوا بنصف فم على أن يشجبوا، وليس صراحة، إيران كداعمة للإرهاب ولكن الاتحاد الأوروبي الذي بعث إلى وارسو بمندوبين على مستوى منخفض، امتنع بشكل معلن واستعراضي عن التراجع عن تأييده للاتفاق النووي مع إيران، لقد رفض الاتحاد حتى إلغاء إطار التجارة مع إيران، الذي أوجده خصيصاً بهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية”.
وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إلى أن مواقف الدول الأوروبية في هذا المؤتمر أجبرت الولايات المتحدة على تغيير ثوابتها، فنشرت:
“هذه الحدة في المواقف الأميركية قد تدل على أن سياسة قبول إيران باتت من ثوابت الدبلوماسية والاستراتيجية الأميركيتين، من دون أن يعني ذلك أن فرص نجاحها مؤكدة، نظراً للخلافات بين واشنطن وقسم من الدول الأوروبية حول الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات على إيران، حتى بولندا، أعلنت التزامها بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم لهذا الاتفاق، مشهد فج للانقسامات داخل معسكر الغرب تكلل بتأنيب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للأوروبيين لمحاولاتهم الالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران وحثهم على الانسحاب من الاتفاق النووي اقتداء بواشنطن، محذراً من تعميق الفجوة بين أميركا وأوروبا”.
ولفتت “الأهرام” المصرية إلى قضية أخرى في هذا المؤتمر تصب في أمن الشرق الأوسط، حيث ورد في صفحاتها:
“العرب أيضاً لم يذهبوا إلى وارسو بإرادتهم، بل ذهبوا مضطرين.. مؤتمر وارسو قد قدم واحدة من أكبر الخدمات لإسرائيل فانشغال المجتمع الدولى والشرق الأوسط بإيران وتوافق رؤيتهما مع رؤية إسرائيل بأن الخطر الأهم والأكبر هو إيران وليس احتلالها الأراضى الفلسطينية هو مكسب حقيقى عملت إسرائيل طويلاً على الوصول إليه”.
علامات فشل المؤتمر كانت ظاهرة قبل أن يبدأ، حيث رفضت أكثر من 20 دولة مهمة وكبيرة حضور المؤتمر وعلى رأسها روسيا، وأخرى كان تمثيلها على مستوى دبلوماسي منخفض مثل تركيا وبولندا التي شددت على أهمية الوجود الإيراني في المنطقة، إضافة إلى أن الدعوة كانت على أساس أن المؤتمر يهدف لحفظ السلام في الشرق الأوسط لكن مضمون المؤتمر كان عن طبيعة مواجهة إيران ومحاصرتها اقتصادياً، وبالنهاية كانت النتيجة رفض العديد من الدول الأوروبية التخلي عن الاتفاق النووي، إضافة إلى ظهور خلافات بين الكيان الإسرائيلي وبعض الدول الأوروبية.