تستمر معاناة اللاجئين من العنصرية، لا سيما السوريين في تركيا، حيث منعت وزارة الداخلية التركية تسجيل الأجانب، الذين يشكل السوريون معظمهم، ضمن 8 مناطق جديدة في مدينة إسطنبول، ما يرفع إجمالي الأحياء المغلقة بشكل كامل أمام الأجانب في الولاية إلى 10.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو، خلال اجتماع مع رئاسة الهجرة التركية: “إن المناطق الجديدة تشمل كوتشوك تشكمجه وباشاك شهير وباغجلار وأفجلار وباهتشلي إفلار وسلطان غازي وأسنلار وزيتين بورنو، إضافة إلى الفاتح وأسنيورت المغلقين منذ شهر شباط 2021”.
وتابع صويلو: “القرار يستثني الطلاب والحالات الصحية وحاملي إذن العمل ولم شمل العائلة، إضافة إلى شراء منزل بهدف الاستثمار”، لافتاً إلى أن القرار لا يشمل المقيمين في تلك الأحياء حالياً، وإنما يطال من يرغب بالانتقال إليها حديثاً، بحسب وائل إعلام تركية.
وتشترط السلطات التركية وجود عناوين موثقة وصحيحة لأماكن إقامة الأجانب في تركيا ليكون وضعهم قانونياً ويتيح لهم إمكانية الاستفادة من الخدمات، ويجنبهم ترحيلاً محتملاً.
وفي تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري، يعاني قسم كبير منهم من أوضاع إنسانية صعبة تدفعهم للتفكير بالهجرة إلى أوروبا، وتتركز النسبة الأكبر من اللاجئين في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا، علاوة على تعرّضهم لتصرفات عنصرية وإساءات.
وفي وقتٍ سابق، علّق المحلل الاقتصادي التركي وعضو جمعية “رجال الأعمال المستقلين الأتراك” علاء الدين شنجولر على موضوع العنصرية التي يتعرّض لها السوريون، وتنامي خطاب الكراهية بحقهم في تركيا، معتبراً أن “المعارضة التركية سوف تجني ما زرعت من خطاب الكراهية المتنامي ضد اللاجئين السوريين، وستُصدم الحكومة بما غفلت عنه”، مضيفاً: أن “غياب السوريين عن مواقع العمل والمعامل لن يكون سهلاً أبداً على واقع الاقتصاد التركي”، بحسب وسائل إعلام معارضة.
وأعلن موقع “TGRT” التركي في وقتٍ سابق، أن 25 ألف سوري غادروا الأراضي التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي في الفترة الماضية لتزايد الخطاب المناهض للاجئين، مضيفاً: “التصريحات المعادية للمهاجرين وخطاب الترحيل المنتشر في تركيا، دفع السوريين إلى رسم خريطة جديدة لحياتهم، تهدف إلى الخروج من البلاد باتجاه أوروبا”.