خاص|| أثر برس كشفت مصادر كردية عن مقتل 13 من عناصر الحراسة في السجن الذي أنشأته “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” داخل مبنى شركة “البناء والتعمير”، في مدينة الرقة، وذلك خلال محاولة الفرار التي نفذها المعتقلون داخل السجن.
وأشارت المصادر إلى أن “قسد”، زادت من الحراسة الأمنية وعدد الآليات التي نشرتها في محيط المبنى الذي تعتقل فيه “الوحدات الكردية” عدداً كبيراً من المدنيين بتهم متفرقة.
وأكدت المصادر أن “قسد” أطلقت الرصاص مباشرةً على الفارين من السجن بالقرب من “دوار أمن الدولة”، ما أدى لوفاة 8 منهم خلال ليل الأحد 24 آذار الجاري، فيما نُقل نحو 30 مصاباً إلى النقاط الطبية في مدينة الرقة، وارتفعت حصيلة الوفيات أمس الإثنين إلى 16 حالة بعد أن فارق 8 من المصابين الحياة، مع الإشارة إلى وجود عدد من المصابين في حالة حرجة.
وأوضحت المصادر أن “قسد” عززت أمس الاثنين انتشارها في محيط “السجن المركزي – سجن الأحداث” خشية من عمليات استعصاء محتملة، كما داهمت أجنحة “سجن الطبقة”، لتصادر كل المعدات الممكن استخدامها في عمليات الاستعصاء.
ملف معقد:
وصفت مصادر مطلعة -فضلت عدم الكشف عن هويتها- ملف السجون التي تسيطر عليها “قسد”، بـ”المعقد” كونها تنقسم إلى ثلاث مستويات، في المستوى الأول، تعتقل “قسد” أشخاصاً من تنظيم “داعش” في سجون “علايا”، بالقامشلي و”المركزي – سجن الصناعة”، في مدينة الحسكة، و”المركزي – الأحداث – الطبقة” في محافظة الرقة، من دون أن تكشف عدد عناصر تنظيم “داعش” الموجودين داخل هذه السجون.
وأكدت المصادر أن الواقع الصحي في هذه السجون حرج للغاية لعدم وجود رعاية طبية كافية، إذ تنتشر أمراض صدرية وجلدية، إلى جانب الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والفشل الكلوي.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً كبيراً من المعتقلين في هذه السجون ليست له أي علاقة بالتنظيم، وغالباً هم من المدنيين الذين اعتقلوا خلال نزوحهم من مناطق الاشتباك مع “داعش” قبل العام 2019، إضافة إلى مدنيين تم اعتقالهم على أساس “التقارير الأمنية”، التي تصل لـ”قسد” من العملاء الذين جندتهم هي.
وفي المستوى الثاني من السجون التي أنشأتها “قسد” توجد مجموعات من المدنيين متهمون بجرائم جنائية كـ”السرقة – القتل – الاتجار بالمخدرات”، أما المستوى الثالث من السجون فهي التي تتبع لـ”الاستخبارات العسكرية”، الخاصة بـ”قسد” والتي تعتقل المدنيين بتهم سياسية تتعلق بمعارضة “قسد”، أو “الحزب الكردستاني”، وبعض من هؤلاء تصنفهم “قسد” بأنهم “خطرون” وتسلمهم للقوات الأمريكية بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الأمريكية تُبدي اهتماماً ببعض السجون فقط، مثل “الثانوية الصناعية – السجن المركزي”، في مدينة الحسكة واللذان يحتويان على عناصر “داعش” الذين تم اعتقالهم بعد خروجهم من بلدة “باغوز فوقاني”، في آذار من العام 2019، وعلى الرغم من الزيارات المتكررة من قبل بعض المنظمات أيضاً فإن الواقع الصحي داخل هذه السجون يوصف بـ”السيئ” جداً.
خلل أمني:
أكدت المصادر أن الخلل الأمني الكبير في السجون يبدأ أولاً من تقاضي عناصر الحراسة الرشا المالية من المعتقلين أو من قبل أشخاص يرتبطون بهم في الخارج، وعمليات الاستعصاء التي تحدث غالباً ما يتم تسهيلها من قبل بعض الحراس الذين يفتحون أبواب الأجنحة والغرف التي توجد فيها السجناء، ليتمكنّ من الفرار خارج السجن.
وأشارت المصادر إلى أن العملية التي شهدها سجن “البناء والتعمير” يوم الأحد 24 آذار الجاري مشابهة لعملية الاستعصاء التي شهدها سجن “الثانوية الصناعية” مطلع العام 2022، حين هاجمه تنظيم “داعش” بالتزامن مع عملية استعصاء في داخله.
وأوضحت المصادر أن حادثة يوم الأحد في سجن “البناء والتعمير” استنسخت تجربة الحصول على الأسلحة من قبل المعتقلين بعد فتح الأبواب لهم، ثم الفرار خارجه، وعلى الرغم من أن قسد روجت لـ “إعادة اعتقال كل الفارين”، فإن الأمر ليس دقيقاً وفق تأكيد المصادر، وهو السيناريو نفسه الذي زعمت فيه قسد إعادة اعتقال كل من حاول الفرار من سجن الثانوية الصناعية في العام 2022.
ولم تتخذ “قسد” أي خطوة فعلية لتأمين السجون التابعة لها في المنطقة الشرقية، الأمر الذي يؤكد أن احتمالية تكرار عمليات الاستعصاء والفرار من هذه السجون ممكنة جداً، علماً أن “قسد” ترفض أن تُطلع أي منظمة حقوقية على واقع السجون.
المنطقة الشرقية