أثارت عودة الأمور إلى حالتها الطبيعية بين روسيا وأمريكا بشكل مفاجئ واتفاقهما بالشأن السوري أراء المحللين السياسين في الصحف العربية والعالمية، لتكشف اليوم في صفحاتها عن ما وراء هذا التنسيق المفاجئ الذي كان مقترح أستانة 4 أول ثماره.
صحيفة “هآرتس” العبرية وضحت في مقال لها السر وراء هذا النسيق بين الطرفين، كما تحدث عن المصالح التي جنتها إسرائيل من هذه الاتفاقية:
“يبدو أن روسيا تريد تجنيد الولايات المتحدة، على الأقل في الموافقة الصامتة من أجل استئناف ترتيبات اتفاق مناطق تخفيف التصعيد، إضافة إلى المحادثات بين لافروف ونتنياهو التي طلب فيها الآخير من روسيا بذل الجهود للحد دون اقتراب حزب الله وإيران من الحدود القريبة من “إسرائيل”، لتكون النتيجة اتفاق مناطق تخفيف التصعيد الذي ضمن لإسرائيل تأمين الحدود الجنوبية القريبة منها دون أن يشملها أو يمنعها من القصف الجوي لسوريا، كما أن هذا الاتفاق يضمن تحقيق الهدف الروسي المتمثل بتشكيل فيدرالية ضعيفة للمناطق على أساس طائفي”.
وفي “الجمهورية” اللبنانية جاء:
“اختارت أمريكا حل الوجود العسكري بعدما فشلت روسيا بمنع إيران من الوجود الإيراني في سوريا، فرفعت وتيرة الاتهامات اتجاه إيران، إضافة إلى الانتقادات التي وجهها لإدارة أوباما بالتخلّي عن القوة الأميركية والإستسلام أمام القوة الروسية للتحكّم بالأرض السورية، فتوضحت العناوين الأميركية بالنسبة للمجتمع الدولي التي تعتمد ربط الحلين العسكري والدبلوماسي مع بعضهما، والسير على قاعدة وراء كل دبابة أميركية ديبلوماسي يديرها ويستثمر فعاليتها”.
كما أن هذه السياسة زادت من شعبية ترامب في الداخل الأمريكي على وقع فشله في بعض الملفات الداخلية إلى الحدود القصوى”.
أما “إيزفيستيا” الروسية فنقلت وجهة نظر روسيا بشأن مناطق تخفيف التصعيد بعد مرور أسبوع على العمل به فقالت:
“إن موسكو ترى أن مراقبة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا، يجب أن تقوم بها قوات من دول لا تدخل في عداد الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا وهي روسيا وإيران وتركيا، ولاسيما أن الوجود الأجنبي مثل أمريكا في هذه المناطق يجب أن يساعد على تخفيض مستوى التوتر وليس تصعيده، كما أن إرسال قوات القبعات الزرقاء الأممية إلى هذه المناطق غير وارد”.