طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المضيفة الأخرى للاجئين السوريين، بالسماح لهم بإجراء زيارات “استطلاعية” لبلدهم دون أن يخسروا وضعهم القانوني.
حيث قالت المنظمة: “إن ذلك سيمنحهم القدرة على تقييم الظروف المعيشية بشكل مباشر واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن عودتهم المحتملة دون المساس بوضعهم القانوني في البلدان المضيفة”، بحسب “الجزيرة”.
وأضافت المنظمة: “ملايين السوريين في الشتات يراقبون عن كثب التطورات المبهجة والمضطربة في وطنهم الأم”.
وتابعت: “مع تفشي المعلومات المضللة ونشرها عمداً، يعيش السوريون في الخارج، بمن فيهم طالبو اللجوء واللاجئون، صراعاً حيال اتخاذ قرار العودة الدائمة إلى بلد مزقته الحرب لأكثر من 12 عاماً وبدأ للتو فترة انتقالية غير مؤكدة وهشة”، مضيفة: “السوريين جاهدوا لسنوات لنيل وضع الحماية المؤقتة أو اللجوء في البلدان المجاورة وبلدان الاتحاد الأوروبي، بينما يعانون في الوقت ذاته من ازدياد المشاعر المعادية للاجئين والتهديدات المستمرة بالترحيل”.
وقالت المنظمة الأممية: “إن حالة عدم اليقين هذه تمتد إلى النخب السياسية والمهنية السورية المقيمة في المنفى التي ستكون خبرتها وتجربتها أساسية لنقل البلاد نحو مستقبل ديمقراطي يسوده احترام الحقوق والازدهار”، متسائلة: “كم هم الذين سيخاطرون بالعودة للمشاركة في النقاشات الانتقالية إذا كان ذلك يعني خسارة وضعهم القانوني، وحتى سبل عيشهم، في البلدان المضيفة؟”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أشادت بقرار تركيا القاضي بالسماح لشخص بالغ واحد من كل أسرة سورية، بزيارة سوريا والعودة حتى 3 مرات في غضون 6 أشهر “للاستعداد للعودة”، مع الاحتفاظ بوضع الحماية.
ومطلع الشهر الجاري، أوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فيليبو غراندي، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ستستغرق وقتاً طويلاً، مضيفاً: “العديد من اللاجئين ينتظرون ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا خلال الفترة المقبلة لاتخاذ قرار العودة”.
وفي وقت سابق، أفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن نحو 30% من ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط يريدون العودة إلى ديارهم العام المقبل، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وكان أكثر من 500 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم، منذ أيلول 2024، بمن في ذلك 200 ألف لاجئ بعد سقوط نظام الأسد، بحسب الأمم المتحدة.
يذكر أيضاً، أنه منذ سقوط نظام الأسد، بدأ العديد من اللاجئين يفكرون بالعودة إلى بلدهم سوريا، حيث كشف نائب وزير الهجرة والحماية الدولية القبرصي، نيكولاس يوانيدس، عن أن أكثر من 1000 سوري تراجعوا عن طلباتهم للحصول على اللجوء أو الحماية الدولية في قبرص، لأنهم ينوون العودة إلى سوريا، لافتاً إلى أن هناك 500 سوري عادوا بالفعل.
وفي كانون الأول الفائت، قالت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب: “هناك توقعات بعودة مليون لاجئ إلى سوريا في النصف الأول من عام 2025″.