أفادت صحيفة “إل فوليو” الإيطالية بأن الاتحاد الأوروبي قرر تعييم السفير النمساوي السابق لدى تركيا ومصر، كريستيان بيرغر، مبعوثاً للاتحاد الأوروبي في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قرر تعيين الدبلوماسي النمساوي، كريستيان بيرغر، مبعوثاً خاصاً جديداً للاتحاد الأوروبي في سوريا.
وأضافت “إل فوليو” أن قرار الاتحاد الأوروبي تعيين مبعوث خاص في سوريا هو “ثمرة للعمل الدبلوماسي الإيطالي في بروكسل، انطلاقاً من أن إيطاليا تعتبر محور مناورة تطبيع العلاقات مع دمشق”.
من هو كريستيان بيرغر؟
كريستيان بيرغر هو شخص نيمساوي الجنسية، متزوج ولديه طفلان، وحائز على درجات أكاديمية في القانون من جامعتي فيينا ولندن (LSE).
وشغل بيرغر منصب سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا، وفي مصر حالياً، والآن يستعد لمغادرتها بعد انتهاء فترة عمله فيها.
ويُعرف بيرغر بأنه صاحب خبرة طويلة في الشأن السوري، ويؤكد أنه مهتم بشؤون الشرق الأوسط بشكل عام، وفي وقت سابق قال في “منتدى نوت لقضايا المرأة وفعالياته في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة” في نيسان 2024، إنه عمل خلال شبابه مع بعثة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان السوري وفي القدس، وتطور اهتمامه بالشرق الأوسط بعد انضمام بلاده النمسا للاتحاد الأوربي، وفق ما نقلته صحيفة “اليوم السابع” المصرية.
وبدأت مهمة بيرغر، في مصر بشهر أيلول 2020، وذلك بعد أن كان سفيراً ورئيساً لوفد الاتحاد الأوروبي إلى تركيا في الفترة من 2016 إلى 2020، وسفيراً في تركمانستان.
وفي الفترة الممتدة بين عامي 2011 – 2016 شغل منصب نائب مدير عام إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيئة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل”.
وبين عامي 2008- 2011 كان ممثلاً للاتحاد الأوروبي ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي في القدس، وبين عامي 2006- 2008 كان ممثلاً للاتحاد الأوروبي لدى المبعوث الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط (جيمس ولفنسون)؛ حيث عمل بشكل رئيسي على اتفاق رفح بين مصر وقطاع غزة.
وبدأ كريستيان بيرغر بالعمل في المؤسسات الأوروبية عام 1997، وفي البداية كان مسؤولاً عن العلاقات مع سوريا، ثم مستشاراً سياسياً لقضايا الشرق الأوسط، وعمل في مناصب سابقة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفيينا، والأمم المتحدة في سوريا (يوندوف)، وغزة والقدس (أونروا).
خطوة أوروبية “غير مفاجئة”:
مهّد الاتحاد الأوروبي لهذه الخطوة من خلال الإعلان عن محادثات تدور في أروقته، تُشدد على ضرورة تغيير سياسة الاتحاد الأوروبي إزاء سوريا والمتمثلة بالمقاطعة وفرض العقوبات وغيرها، ففي 28 تشرين الأول الفائت أفادت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية بأن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تعيين مبعوث خاص إلى سوريا.
ووفق الصحيفة فإن هذه الخطوة تهدف إلى حل مسألة اللاجئين السوريين في أوروبا، مشيرة إلى أنها حصلت على وثيقة غير رسمية، تعرف أيضاً باسم “لا ورقة”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الوثيقة “مليئة بالمصطلحات المتخصصة، تتأمل فيها الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي تعديل معاييرها التشغيلية لزيادة الاستثمار في سوريا، وكذلك زيادة أعداد طالبي اللجوء العائدين إلى ديارهم طوعياً”.
وفي تموز 2024 طالبت ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي (النمسا، وكرواتيا، وقبرص، والتشيك، واليونان، وإيطاليا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا) بإعادة تقييم العلاقات مع سوريا والتواصل مع دمشق.
وأفاد تقرير نشرته قناة DW الألمانية بأن هذه الدول اقترحت في رسالة وجهتها إلى الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، جملة من الإجراءات من ضمنها تعيين مبعوث خاص إلى سوريا، وذلك وفق ورقة مناقشة قُدّمت في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفي الشهر نفسه، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أن روما قررت تعيين سفير لها في سوريا، وقال تاياني: “إن سياسة الاتحاد الأوروبي في سوريا يجب أن تتكيف مع تطور الوضع”، مضيفاً أن “إيطاليا تلقت دعماً من النمسا وكرواتيا واليونان وجمهورية التشيك وسلوفينيا وقبرص وسلوفاكيا”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تتماشى مع الرسالة التي أرسلها ممثلو 8 دول من الاتحاد الأوروبي، إلى الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وفي هذا الصدد أوضح وزير الخارجية الإيطالي أن: “بوريل كلّف هيئة العمل الخارجي الأوروبية بدراسة ما يمكن فعله”.