انتهت مباراة اليوم وانتهت معها لحظات عاشها السوريون أنستهم هموم الحرب التي طال أمدها لسبع سنين ونصف، خسر المنتخب السوري بعشر لاعبين وبغياب خمسةٍ أساسيين، ولم يلعب أي مباراة على ملعبٍ سوري طوال فترة التصفيات.
منذ بداية التصفيات الآسيوية لكأس العالم بروسيا 2018، لم يعوّل السوريون على منتخبهم كثيراً، فالظروف المحيطة والاستعدادات المتواضعة لن تنتج إلا منتخباً متواضعاً لا يعمّر كثيراً في تلك التصفيات، وإن تخطى الجولة الأولى لن يعبر الثانية لاصطدامه بكبار القارة الآسيوية.
شعلة صغيرة، هي المنتخب السوري، أضاءت قلوب السوريين وأشعلت الأمل بها، وأخذت تكبر وتكبر وبدأت معها النسور بتخطي الكبير قبل الصغير ضمن مجموعتها التي ضمت فرقاً تهابها منتخباتٌ عالمية، فما بالك بالقارية.
نسي السوريون حربهم، بعد أن خرج 11 فارساً من خضمها ومضوا نحو الحلم الكبير، كنبي حمل رسالة السلام لبلدٍ أكلت الحرب فيه أخضرها ويابسها، ولم تبق إلا البسمة التي قاتلوا لأجلها، فنزلت الدموع من أقسى القلوب وفاز السوريون برجالٍ قاموا كقيامة المسيح وراحوا بعيداً بذكرياتٍ لن تنسى، ستحكى جيلاً بعد جيل.