شهدت الساعات الأخيرة الماضية تحولات عديدة تتعلق بعملية عفرين التي تشنها القوات التركية، وشملت هذه التغيرات الصعيدين السياسي والعسكري، ويبدو أن الأنباء التي وردت حول دخول قوات شعبية تابعة للحكومة السورية إلى المدينة وضعت القوات التركية في حالة استنفار، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا التي التزمت الصمت ولم يصدر عن مسؤوليها أي تصريح حول “غصن الزيتون” إلا بعد الحديث عن تلبية القوات السورية لطلب الأكراد بالتدخل، ليعلن أردوغان اليوم أنه سيتبع أسلوب حصار المدينة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى الخطة التركية – الأمريكية المشتركة حول منبج والتي أعلن عنها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
فعلقت صحيفة “أوارسيا ديلي” الروسية حول هذا الموضوع بمقال نشرته جاء فيه:
“إن الأتراك بحاجة إلى نقطة تحول حاسمة، في الأيام المقبلة وإلا، فإنهم قد يتعرضون لخطر الغرق في معارك موضعية مع الأكراد، واستمرار الضغوط الخارجية ولذلك، على عتبة شهر من “غصن الزيتون”، يتوقع الجنرالات الأتراك زيادة حادة في النشاط القتالي على جبهة عفرين”.
وتناولت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية في مقالاتها القلق التركي من دخول القوات السورية إلى عفرين، حيث ورد فيها:
“الاحتجاج التركي الرّسمي الذي عبّر عنه السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي على دخول قوات سوريّة، إلى مدينة عِفرين يبدو مفهوماً، لأنّه يعني خلْط جميع الأوراق، وزِيادة مصاعب عمليّة “غُصن الزيتون” التي ما زالت تراوح مكانها، وعجزت حتى الآن عن تحقيق الأهداف التي انْطلقت من أجلِها.. الرئيس أردوغان يواجه حرب استنزاف في عفرين ربّما تمتد إلى جرابلس والباب أيضاً في شمال غرب سوريا، وتحالفاً كُرديّاً سوريّاً رَسمّياً في طوْر الإنشاء، وانتخابات رئاسيّة وتَشريعيّة في العامِ المقبل، وربما بات الوقت مناسباً لاستدارة ما تبدو ضرورية، وربّما حتمية”.
وتحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية عن الارتباط الروسي بهذه المعركة فقالت:
“أنقرة تمضي نحو التصعيد في ظل صمت روسي متودد للأدوار الجديدة التركية في الملف السوري، وهي لا ترغب في التدخل بسبب ما بدا للأكراد عقوبة قاسية تجاههم لرفضهم مشروعات الحكم الذاتي ضمن مشروع سوريا الجديدة.. فهل سيعود الأكراد إلى أحضان الإرادة الروسية، وبالتالي استبدال موسكو بالولايات المتحدة لمواجهة أنقرة؟ الجواب لا يمكن استنتاجه من هذه الإرادات المعارضة بقدر محاولة فهم السلوك الروسي في تسهيل عملية عفرين”.