قدّم نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني لاعبه الجديد محمود داهود للصحافة ولجمهور النادي يوم الخميس الماضي في مؤتمر صحفي.
وبحسب ما تناقلته صحف ألمانية عدة منها “BILD” و “Wiesbadener Kurier” فإن المؤتمر الصحفي كان عادياً جداً إذ بدأ بترحيب داهود بالصحفيين ووعوده لجمهور النادي بأن يقدم ما يسعدهم، إلا أنه بدا عليه التوتر بعض الشيء.
وقال لاعب خط الوسط الذي انتقل من برايتون في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية: “لقد طُرح خيار الانتقال للنادي بسرعة ولم أفكر فيه لفترة طويلة”.
وأضاف اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً، والذي لعب مُسبقاً في الدوري الألماني مع بوروسيا مونشنغلادباخ وبوروسيا دورتموند وشتوتغارت، أن آينتراخت “نادي كبير وتقليدي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، أريد مساعدة الفريق، واللعب كثيراً، وتحمل المسؤولية”.
لكن بدأ المؤتمر الصحفي بالاشتعال عندما أعلن داهود رغبته بالعودة إلى تمثيل المنتخب الألماني مرة أخرى في المستقبل، مع العلم أنه وافق على تمثيل المنتخب السوري قبل فترة قصيرة وسافر معهم في معسكر تدريبي في السعودية قبل أن يغادر بوقت قصير من ظهوره الأول وتحدث في رسالة غامضة عن سوء الأوضاع داخل المنتخب.
ووصفت الصحيفة الألمانية تصريح داهود بأنه “غير اعتيادي بالنسبة للاعبي كرة القدم المحترفين”، إذ سبق لداهود أن قرر تمثيل منتخب سوريا بعد أن لعب مباراتين فقط مع منتخب ألمانيا للشباب.
وبرر داهود تصريحه برغبته بالعودة إلى المنتخب الألماني بالقول: “على الرغم من ولادتي في سوريا، إلا أن ألمانيا هي وطني، لقد نشأت هنا، وإذا كان بإمكاني أن أقدم نفسي للمنتخب الألماني وجاءني استدعاء من مدرب المنتخب، سأكون سعيداً”.
قصة محمود داهود مع المنتخب السوري:
منذ تولي فادي الدباس لرئاسة الاتحاد السوري لكرة القدم، عادت فكرة إقناع لاعبين من أصول سورية لتمثيل المنتخب السوري وكان من أبرز الأسماء المطروحة محمود داهود.
وبعد خروج داهود من حسابات مدرب منتخب ألمانيا السابق يواخيم لوف في كأس العالم 2018 ثم بطولة يورو 2020 بدأت تزداد المطالبات من الجماهير السورية بالتفاوض مع داهود لإقناعه بتمثيل المنتخب.
ومع الاتحاد السوري الحالي برئاسة صلاح رمضان، استطاع نائب رئيس الاتحاد عبد الرحمن الخطيب ومسؤول ملف اللاعبين المغتربين إقناع عدد من اللاعبين بتمثيل المنتخب السوري مثل أيهم أوسو وخليل إلياس وإيزيكيل العم وإبراهيم هيسار وبابلو صباغ وغيرهم.
بعد تأهل المنتخب السوري لكرة القدم إلى الدور الثاني من بطولة كأس آسيا الماضية، أرسل محمود داهود رسالة مشجعة إلى لاعبي المنتخب نشرها عبد الرحمن الخطيب عبر حسابه الشخصي، وهنا أيقن الجمهور السوري أن داهود وافق على ارتداء قميص “نسور قاسيون”، وهو ما حصل بعد كأس آسيا مباشرة.
في أيام التوقف الدولي في شهر آذار الماضي أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم استدعاء محمود داهود لخوض مباراتين ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة ضد ميانمار.
وخلال التدريبات وقبل يوم من المباراة، غادر محمود داهود المعسكر التدريبي بعد عدم تحقيق مطالبه التي وُعد بها من قِبل الاتحاد قبل الانضمام إلى المنتخب السوري، بحسب ما صرحه الداهود.
بينما صرح اتحاد الكرة أن مغادرة داهود لمعسكر المنتخب جاءت بعد استحالة تحقيق طلباته التي ستخل في الحالة العامة للمنتخب.
هدأت بعدها الأمور وعاد داهود باعتذارٍ للجمهور السوري وأطلق حملة دعم للمنتخب في مبارياته المقبلة في تصفيات كأس العالم 2026.
بدوره، أكد رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، صلاح رمضان، لـ“أثر سبورت” في شهر نيسان الماضي عدم وجود أي مشكلة بين الاتحاد ومحمود داهود من الناحية الإدارية.
وقال: “محمود كغيره من لاعبي المنتخب وسيعامل مثلهم في حال تواجده في صفوفه”.
وبعد استقالة هيكتور كوبر من تدريب المنتخب السوري لإخفاقه بالتأهل إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026، وتعيين خوسيه لانا بدلاً منه، لم يتم استدعاء محمود داهود إلى المنتخب لخوض مباراتي موريشيوس والهند الوديتين.
ليأتي بعدها تصريح محمود الداهود الذي أعرب فيه عن أمله بالعودة إلى المنتخب الألماني قبل يومين، ما يدل على استحالة عودته لتمثيل المنتخب السوري وإن كان في المستقبل القريب خصوصاً مع إخفاقه بالتأهل إلى كأس العالم 2026.