بالتزامن مع تحذيرات أمريكية من تصعيد عسكري أمريكي في سوريا وحدوث مواجهة مباشرة بين القوتين الروسية والأمريكية المتواجدتين هناك، أشارت تقارير صحفية إلى أن القوات الأمريكية تسعى إلى السيطرة على طريق البوكمال وقطع طريق سوريا- العراق.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “إزفيستيا” الروسية بأن “التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يستعد لإعادة تجميع القوات في المنطقة التي يسيطر عليها في سوريا ومحاولة احتلال مدينة البوكمال، وبالتالي قطع الطريق الذي يربط بين دمشق وبغداد”.
وتعقيباً على هذه المعلومات قال الباحث في قسم الشرق الأدنى وما بعد الاتحاد السوفيتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دانيلا كريلوف: “الأمريكيون يرغبون في جر موسكو إلى مسرح العمليات السوري، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن الأمريكيين على الجبهة الأوكرانية يفشلون في تنفيذ ما أعلنوا عنه سابقاً”.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها أن شن عملية عسكرية أمريكية بهدف قطع طريق العراق- سوريا هو أمر يحتاج إلى وقت طويل، لافتة إلى أن “المعركة في حال حدوثها، تستلزم تجنيد وتدريب الآلاف من أبناء القبائل الجدد بالإضافة إلى الأعداد المتحالفة قبلاً مع الاحتلال الأمريكي، وذلك لتشكيل حزام عشائري حول مناطق هيمنة ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية- قسد، شرق الفرات لتحييدها وتحجيم نفوذها بعد رفض المشاركة في المشروع الذي يجري الترويج له باتجاه البوكمال” لافتة إلى أنه “من الصعب في المرحلة الحالية تحقيق توافق بين قسد، وباقي مكوناتها من القبائل العربية المتناحرة على النفوذ مع الميليشيات والمتصارعة فيما بينها على دورها المستقبلي والمنقسمة حول جدوى وأهمية التحالف مع الاحتلال الأمريكي لتنفيذ أجندته الجديدة في المنطقة بإغلاق الحدود السورية-العراقية، والذي يعتبر خطاً أحمر لدولة إقليمية فاعلة في الملف السوري ولروسيا الرافضة لمزيد من الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشرق السوري”.
ورجّحت المصادر التي نقلت عنها “الوطن” أن يقتصر التصعيد العسكري في دير الزور على “تبادل الرسائل عند ضفتي نهر الفرات على شكل حشود عسكرية، حيث سيؤدي حرص كل من روسيا والولايات المتحدة على عدم وقوع أي صدام جوي بين قواتهما في سماء المنطقة وفوق التنف إلى سحب فتيل الحرب، التي لا تصب في مصلحة أي من القوى المتحاربة”.
وأجرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً تحركات عسكرية متعددة شرقي سوريا تمثّلت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى قواعدها وإجراء مناورات مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” إلى جانب المعلومات التي انتشرت حول نية واشنطن بإنشاء قوة عسكرية جديدة قوامها المكوّن العربي.
ويُضاف إلى هذه التحركات ارتفاع وتيرة الاحتكاكات الجوية الروسية- الأمريكية في الأجواء السورية، وسط تحذيرات من المختصين الأمريكيين من حدوث أي مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا في سوريا أو في منطقة في الشرق الأوسط.