أثر برس

هل ستشارك الصين في معركة إدلب؟

by Athr Press R

على وقع الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين، يبدو بأن الصين باتت تحاول تدعيم ركائزها الجيواقتصادية التي خرجت عن إطار النهوض بالاقتصاد الداخلي، بأنشطة عسكرية تدعم وجودها في منطقة الشرق الأوسط عبر ما يسمى بـ”طريق الحرير الجديد”.

فبعد تمكن الصين خلال العقدين الماضيين من إنشاء برنامج اقتصادي بات من أنجح البرامج بالعالم، بدأت الأخيرة بالدخول في معترك منطقة الشرق الأوسط وأوروبا لتوسيع هيمنتها الاقتصادية في العالم عن طريق خطة اقتصادية بتكلفة تيليريون دولار لتطبيق خطتها التنموية على دول نامية معظمها في الشرق الأوسط.

تلك التطورات الاقتصادية التي لا تروق للولايات المتحدة، يبدو أنها ستُدّعم بمشاركات عسكرية قد لا تروق للجانب التركي أيضاً، حيث أكد السفير الصيني في دمشق تشي تشيانجين لصحيفة “الوطن” السورية، استعداد بلاده للمشاركة في معركة إدلب “للقضاء على الإرهابيين وخصوصاً الآيغور القادمين من الصين” حسب قوله، وأضاف تشيانجين “أن بلاده تأسف لقدوم عدد من مواطنيها بعد تحريض من قبل التنظيمات المتطرفة ليقوموا بأعمال تخريبية تمس بالمدنيين والحكومة السورية”.

هذه المشاركة إن تمت فستخدم هدفين صينيين أساسيين:

الأول: إظهار جدية الوجود الصيني في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت ملعبه الاقتصادي، في محاولة صينية لتوجيه رسائل سياسية وعسكرية توطد مشاريعه الجيواقتصادية.

أما الثاني: يتعلق بأمور صينية داخلية إذ تخشى الصين من عودة المسلّحين من عرقية “الآيغور” الإسلاميّة المنتشرة في جنوبها الغربيّ، إلى إقليمهم معبّئين بإيديولوجية تنظيم “القاعدة”، والانخراط في أعمال عسكريّة، خاصّة أنّ التّنظيمين المذكورين يتّهِمان السّلطات الصينيّة باضِّطهاد الأقليّة المُسلِمة، وارتكاب مَجازِر في حَقّها، ما يجعل السلطات الصينية تحاول منع عودة هذه التشكيلات إلى البلاد والقضاء عليها في أماكن تواجدها في إدلب.

ودخول الصين على خط الحرب في إدلب من شأنه إحراج الحكومة التركية خصوصاً وأن عدد من “الآيغور” ينضوون ضمن صفوف الحزب التركمستاني الذي يتلقى دعماً تركياً مباشراً وينتشر في المناطق المحاذية لتركيا على الحدود بين إدلب ولواء اسكندرون، أي أن العمليات العسكرية هناك ستستهدف العمق الإدلبي ولن تقتصر على عمليات محدودة للقضاء عليهم كونهم ينتشرون في عمق إدلب ما يعني استعادة سيطرة القوات السورية على كامل محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب من أجل القضاء عليهم.

تلك التطورات من شأنها زيادة الضغوط على تركيا التي تحاول إبقاء الواقع في إدلب على ما هو عليه خصوصاً في ظل تردي العلاقات الأمريكية-التركية، لتظهر لنا الأيام القليلة المقبلة مصير آخر منعطف في الحرب السورية، لكن يمكننا القول بأن التحولات السياسية والدولية تشير إلى أن الواقع في إدلب لن يستمر طويلاً على ما هو عليه.

اقرأ أيضاً