في الوقت الذي تعمل فيه “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” على توسيع نفوذها في إدلب والمناطق التي تسيطر عليها في سوريا، أكد الصحفي بلال عبد الكريم أن “هيئة تحرير الشام” عرضت على قائد فصيل “أجناد الشام” المدعو “مسلم الشيشاني” الانضمام لصفوفها أو مغادرة مناطق سيطرتها خلال مدة زمنية لم يعلن عنها.
وقال عبد الكريم خلال فيديو نشره عبر قناة “OGN TV” في يوتيوب أمس الأحد أكيده على أن “مسلم الشيشاني” رفض عرض “الهيئة”.
وفصيل “أجناد الشام” هم مجموعةمسلحة تعمل في سوريا منذ بداية الحرب السورية، وعام 2016 تم تم الإعلان عام 2016 عن تراجع كبير في قوتها، حيث أكد حينها “مسلم الشيشاني” أن السبب هو توقف مساعدة جماعات مسلحة أخرى في سوريا لعدم تقديم المساعدة، ويتخذ هذا الفصيل من جبال ريف اللاذقية مقرات له ولعوائل مسلحيه الذي يقدرهم أعدادهم بنحو ألف مقاتل.
كما نقلت وسائل إعلام معارضة عن قيادي في “الجيش الوطني” التابع لتركيا أن هناك أوامر من قيادة المجلس العسكري التابع لتركيا، بتبليغ كافة الفصائل بانحلالها ضمن صفوفه، وإلّا سيتم قتاله كما حدث مع مجموعة “حراس الدين”.
وردت “الهيئة” على هذه الأنباء من خلال بيان أصدره مكتب العلاقات العامة التابعة لها: “إن القضية بخصوص أجناد الشام التي يقودها الشيشاني، هي خلايا أمنية ومرتكبة لسرقات ثبت الأمر والصور موجودة”، معتبراً أنه “لا فاعلية عسكرية للفصيل كما يروج، فلابد يعطى حجمه الحقيقي”.
كما زعمت “هيئة تحرير الشام” أنه لا علاقة لتركيا بطلبها من “الشيشاني” قائلة: “لا علاقة قوية تربطنا مع الأتراك”.
وتصنّف الخارجية الأمريكية “مسلم الشيشاني” على أنه قائد “جماعة إرهابية” مسلحة في سوريا منذ أيلول 2014، إذ اتهمته الوزارة ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا.
يشار إلى أن محافظة إدلب تشهد منذ عام 2014 خلافات بين “هيئة تحرير الشام” والمجموعات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة، ونتج عن هذه الخلافات عام 2016 حل بعض هذه المجموعات مثل “حراس الدين” والإعلان عن تشكيل موحد تحت مسمى “الجبهة الوطنية” يضم كافة الفصائل التابعة لتركيا في إدلب.
وتأتي هذه التحركات من “الهيئة” بالتزامن مع اقتراب جولة أستانة، المفترض عقدها خلال الأيام العشرة الأولى من تموز القادم، حيث يشير مراقبون إلى أن تركيا ستسعى خلال هذه الجولة إلى الوصول للمزيد من الاتفاقات مع روسيا بخصوص إدلب، وذلك في الوقت الذي تُنشر فيه تقارير تؤكد على وجود توافق أمريكي-تركي للحفاظ على وجود “الهيئة” في إدلب ورفع صفة “الإرهاب” عنها.