خلق اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران فجر اليوم الأربعاء، مخاوف من توسّع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، إذ ناقشت تحليلات عدة تبعات هذا الاغتيال.
الموقف الإيراني:
اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية، زاد من تعقيد المشهد، إذ أكد المرشد الإيراني الأعلى السيد علي الخامنئي، أن “الثأر لدماء هنية من واجب إيران لأنه استشهد على أرضنا”، مضيفاً أن “اغتيال ضيفنا هو فاتحة لعقوبة شديدة جلبها الأعداء على أنفسهم”.
الموقف الأمريكي:
حرصت الولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على أنها لم تكن على علم بعملية الاغتيال هذه، وفي الوقت ذاته قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “إذا تعرضت “إسرائيل” لهجوم فسنساعد في الدفاع عنها”.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، قوله: “بلينكن أجرى اتصالا مع رئيس وزراء قطر في محاولة للحفاظ على المفاوضات بعد اغتيال هنية”.
ماذا تقول التقديرات؟
في هذا الصدد لفتت صحيفة “التايم” البريطانية إلى أن هذا الاستهداف الذي لم يتبناه الكيان الإسرائيلي إلى الآن سيدفع حركة حماس إلى الانسحاب من المفاوضات المستمرة منذ أشهر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وفي هذا السياق نقلت شبكة “CNN” عن “محللين إسرائيليين” قولهم: “هذا يوم سيئ لعائلات الرهائن واغتيال هنية سيكون له تأثير سلبي على المفاوضات”.
بدوره أشار الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي “غيؤرا أيلاند” إلى أنه “من الناحية العسكرية فإن التصفية (اغتيال هنية) لا تغير من قدرات حماس” وفق ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية”.
كما لفتت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إلى أن “واشنطن والعواصم الأوروبية يخشون من أن تتحول هذه التوترات بسرعة إلى صراع إقليمي” مشيرة إلى أن “القادة والمسؤولون في فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة يتواصلون مع نظرائهم في لبنان وإسرائيل وإيران لمنع نشوب حرب إقليمية أوسع”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المخاطر كبيرة بشكل خاص بالنسبة لباريس وروما، اللتين لديهما مئات من القوات المتمركزة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)”.
وتزامن اغتيال هنية، مع استهداف “إسرائيلي” في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، إذ أشار جيش الاحتلال إلى أن الهدف من الاستهداف كان اغتيال فؤاد شكر المستشار العسكري لأمين عام حزب الله، فيما لم يؤكد الحزب حتى الآن استشهاد شكر.
وفي هذا السياق، لفت تقرير نشره موقع قناة “DW” الألمانية إلى أن ما قام بها الاحتلال الإسرائيلي هو استهداف مزدوج، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن تصعّد الجماعات في كل من العراق وسوريا واليمن عملياتها ضد أهداف إسرائيلية، ما يجعل قادم الأيام محملاً بكثير من التطورات التي تجعل منطقة الشرق الأوسط تقترب من منعطف خطير، قد يقودها لحرب إقليمية واسعة لطالما أعرب الكثيرون من قادة دول العالم عن خشيتهم من الانزلاق إليها”.
ونعت حركة حماس فجر اليوم الأربعاء رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إثر استهداف طال مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.