خاص || أثر برس بعد أكثر من عام على عودة عشرات العائلات المهجرة إلى قرية كيسين بريف حمص الشمالي، يجد سكان القرية أنفسهم أمام واقع خدمي سيء، بعد أن غيرت الحرب ملامح قريتهم ودمرت ممتلكاتها العامة والخاصة.
– خدمات أساسية شبه معدومة:
لا يحظى سكان كيسين بأدنى درجات الخدمات في الوقت الحالي، ولاسيما خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي بحسب ما ذكر عدد من الأهالي، الذين أكدوا أن القرية لا يوجد فيها أي مركز صحي ولا مدرسة، حيث يتلقى الأطفال تعليمهم في أحد المنازل المهجورة بعد أن قام سكان القرية بترميم بعض أجزاءه المهدمة وتقديم بعض الأثاث.
وأوضحت الطالبة نغم بأن المقر البديل لا يمكن مقارنته بالمدرسة فهو مجرد حجارة ويفتقر لكل مقومات العملية التعليمية، كما أنه لا يوجد أبواب تقي الطلاب البالغ عددهم 65 طالباً برد الشتاء القارس، الأمر الذي ينعكس سلباً على الطلاب لناحية الفهم وتلقي المعلومات.
– مطالبات بتحسن الخدمات في القرية ولكن!
قال رئيس مجلس بلدية كفرنان محمد اسماعيل إنه لا يوجد أي صورة من صور الاهتمام بقرية كيسين الذين تهجروا سكانها منها على يد المجموعات المسلحة منذ العام 2012 إلا انه منذ عودة ريف حمص الشمالي إلى سيطرة الدولة السورية لم تشهد كيسين أي عملية تأهيل على الرغم من أن المجلس البلدي قام بإرسال عشرات الكتب الرسمية لمحافظة حمص تتعلق بضرورة تأمين الخدمات الأساسية لسكان القرية إلا أن جميع تلك الكتب لم تلقى أي استجابة مطالباً الجهات المعنية في المحافظة بضرورة العمل بأسرع وقت ممكن لتأمين الخدمات بما يضمن عودة المزيد من العائلات المهجرة
– حلول متوقعة خلال العام الحالي:
قال السيد محمود عموري عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن في محافظة حمص لـ “أثر برس”: إن “الدمار الذي لحق بقرية كيسين كبير للغاية وهو نتيجة طبيعية للأعمال الإرهابية التي طالت معظم مناطق ريف حمص الشمالي”، مشيراً إلى أن مطالبات أهالي كيسين محقة ويجري العمل على تلبيتها، ولا سيما أن القرية مدرجة بمشروع إعادة الإعمار المدعوم من قبل الحكومة السورية.
وأضاف عموري أنه سيتم الانتهاء من ترميم مدرسة القرية بشكل كامل ووضعها في الخدمة مع بداية الموسم الدراسي القادم، بعد رصد الاعتماد اللازم لها من موازنة 2020 الخاصة بقطاع التربية، فيما أُعيد تأهيل محطة ضخ المياه وبئر مياه القرية ويتم العمل حالياً على تبديل خط الضخ الرئيسي نظراً لوجود مشاكل فنية فيه.
أما بالنسبة للصرف الصحي، لفت عموري إلى أنه سيتم تمويل مشروع القرية من صندوق إعادة الاعمار، حيث تم تخصيص مبلغ مالي لمجلس بلدية كفرنان لإنجاز مشروع الصرف الصحي، مبيناً أنه في حال وجود نقص في المبالغ المخصصة لإعادة إعمار كيسين، سيتم استكماله من إعانات الموازنة المستقلة في محافظة حمص.
حيدر رزوق-حمص