جددت عائلة الصحافي الأمريكي المختفي في سوريا أوستن تايس، الحديث عن قضية ابنها وذلك في الذكرى الثانية عشر لاختفائه.
واعتبرت والدة تايس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بشأن ابنها، تظهر أنه مستعد للتعامل مع دمشق بشأن إعادته إلى بلاده، وذلك خلال مقابلة أجرتها مع “CNN” الأمريكية.
وقالت تايس لبيرمان: “أنا سعيدة جداً لأن الرئيس بايدن قال اسم أوستن علناً، وأعتقد أنه مؤشر على أن حكومة الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع دمشق لإعادة أوستن إلى الوطن”.
وفي وقت سابق، أكد بايدن أنه اتصل مراراً وتكراراً بحكومة دمشق للتوصل إلى صفقة، لإعادة الصحافي المستقل إلى دياره.
وتؤكد دمشق أنها غير مسؤولة عن اختفاء تايس، إذ أوضحت الخارجية السورية في بيان أصدرته في آب 2022 أنها غير مسؤولة عن اختفاء أي مواطن أمريكي في سوريا، مشيرة إلى أن “الحكومة الأمريكية اعترفت منذ سنواتٍ مضت بأن أوستن تايس دخل وغيره من الأمريكيين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية بشكلٍ غير شرعي”، وقالت: “تنفي حكومة الجمهورية العربية السورية أن تكون قد اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”.
وفيما يتعلق بالتصريحات الأمريكية التي أفادت بأنه جرى مباحثات أمريكية- سورية حول تايس، أكد بيان الخارجية السورية حينها أن “سوريا تؤكد أن أي حوارٍ أو تواصلٍ رسمي مع الجانب الحكومي الأمريكي، لن يكون إلا علنياً ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، مشددة أنه “على الجانب الأمريكي وبشكلٍ فوري وغير مشروط سحب قواته العسكرية التي تتواجد على أراضي سوريا بشكلٍ غير شرعي، والامتناع عن سرقة وتهريب النفط والقمح السوري، ورفع الغطاء والحماية عن الجماعات الانفصالية المسلحة وعن الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتواجد في قاعدة التنف العسكرية الأمريكية غير الشرعية، ووضع حدٍ نهائي وغير مشروط للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الشعب السوري”.
وجاء هذا البيان بعد أن طالب بايدن دمشق بالإفراج عن تايس، زاعماً: “نعلم على وجه اليقين أن الصحافي الأمريكي أوستن تايس كان محتجزاً من قبل الحكومة السورية”.
وتتعرض الإدارة الأمريكية للكثير من الانتقادات من الداخل الأمريكي جراء عدم قدرتها على استعادة عدد من الأمريكيين الذين اختفوا في سوريا منذ بداية الحرب، إذ وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقالة لها عام 2022 ملف تايس بأنه “يشكّل اختباراً لمسؤولي إدارة بايدن”.
وأفادت تسريبات صحافية سابقاً بوجود محاولات عدة لإجراء محادثات أمريكية- سورية لحل ملف المختفين الأمريكيين في سوريا، وكان آخرها في حزيران 2023 إذ أكد حينها وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي، أن واشنطن ودمشق تبادلتا رسائل بشأن مصير الصحافي الأمريكي أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ عام 2012، بمساعدة مسقط.
وعام 2017 أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك مايك بومبيو اتصل بمدير مكتب الأمن الوطني السوري، لكن الاتصالات تعطلت بعد الضربات الصاروخية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا.
يشار إلى أن أوستن تايس، كان جندياً سابقاً في مشاة البحرية الأمريكية ودخل سوريا من الأراضي التركية عام 2012 واختفى في ريف دمشق، وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية سابقاً بأن مسؤولين أمريكيين سابقين تجاهلوا ملف تايس، مما أثار تساؤلات حول سبب ذهابه إلى سوريا.