أثر برس

وزير الكهرباء يهيئ الرأي العام.. وخبراء يتوقعون الأسعار الجديدة للكهرباء

by Athr Press G

خاص || أثر برس  أجّزم وزير الكهرباء غسان الزامل، وجود دراسات “تصحيحية” لأسعار الكهرباء في سوريا وفق طرق عدّة يتم العمل عليها لتخفيف العجز الكبير في موازنة عام 2024 والذي يعتبر ثلثيه ناتج عن دعم قطاع الكهرباء.

أكّد الوزير، في لقاء إذاعي له على قناة إذاعة (المدينة أف أم)، أنّ إعادة تصحيح الدعم للكهرباء في سوريا، أمر لا بد منه، ولكن لا يمكن للحكومة التخلي عنه، بل ملتزمة به، حيث يبلغ دعم الحكومة لقطاع الكهرباء في موازنة 2024 نحو 14500 مليار ليرة سوريا تقديرياً للإنتاج الحالي (2000 ميغا واط)، من إجمالي الدعم الحكومي لكل القطاعات والبالغ 20700 مليار ليرة سورية.

وقال الوزير الزامل: “الحكومة قادرة على دعم أول 600 كيلو واط ساعي (ك. و)، لكن ما بعد ذلك يجب أن يتم وضع تعرفة تزيل جزء كبير من الدعم دون أن تنفيه، وبالتالي، بحسب الوزير، “يتم تخفيف العجز، لكن الوزارة ستبقى تدعم الكميات القليلة حتى 600 ك. و”.

ولم يستعرض الوزير أيّة أرقام ثابتة للأسعار الجديدة، وقال: “إلى اليوم لا توجد أرقام حقيقية لأن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار أن التسعيرة هي اجتماعية أولاً، وتأخذ بعين الاعتبار مستوى دخل المواطن، لكن يوجد هدف وهو زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية التي تتطلب تصحيح التعرفة سواء للتجاري أو الصناعي أو المنزلي بشكل أخف مع المحافظة على دعم الطبقات الأقل الأكثر احتياجاً.

وأوضح الوزير معلقاً على الشرائح التي سيطالها التغيير لما بعد الشريحة الأولى، بأن الاستهلاك بين 600 – 1000 ك. و(الشريحة الثانية)، سيتم رفع سعرها أعلى بقليل عن الشريحة الأولى، ومن 1000 لـ 1500 ك. و(الشريحة الثالثة) سيتم رفع أسعارها أكثر ولكن بفروق ليست كبيرة”.

وبحسب رأي الزامل، ما بعد ذلك من كميات استهلاك، أي الشرائح الرابعة والخامسة والتي تزيد عن 1500 ك. و، من اللزوم تحديد سعر الكيلو واط فيها بناء على الدراسات الحالية بسعر التكلفة، أي بحدود (1600- 1700 ليرة سورية).

لا أرقام لدى الوزير.. لكن للخبراء رأي!

رغم أنّ وزير الكهرباء لم يذكر في لقائه الإذاعي أيّة تقديرات أولية مباشرة للأسعار الجديدة المتوقع صدروها قريباً وفق ما تم تسميته بعملية “تصحيح” الأسعار، إلا أنّ الخبراء يضعون تقديراتهم الأولية – بناء على ما ذكره الوزير وما أجاب به على أسئلة محاوره-، بدءاً من الشريحة الأولى، آخذين بعين الاعتبار رغبة الحكومة بالاستمرار في دعم الكهرباء للشرائح الثلاثة الأولى ولكن بنسبة متفاوتة، وذلك في محاولة لبناء تقديرات أولية للقيمة المتوقعة لفاتورة الاستهلاك المنزلي لاحقاً.

وتقسم شرائح الاستهلاك المنزلي لدى وزارة الكهرباء حالياً، إلى خمس شرائح وهي: الشريحة الأولى؛ تبدأ من 1 كيلو واط ساعي وحتى 600 ك. و، ويباع فيها كل كيلو واط ساعي حالياً بــ (2 ل. س). والشريحة الثانية؛ تبدأ من 601 ك. و، وحتى 1000 ك. و، ويباع فيها كل كيلو واط حالياً بــ (6 ل. س).

وبالنسبة للشريحة الثالثة؛ تبدأ من 1001 ك. و، وحتى 1500 ك. و، ويباع فيها كل كيلو واط ساعي حالياً بــ (20 ل. س). والشريحة الرابعة: تبدأ من 1501 ك. و، وحتى 2500 ك. و، ويباع فيها كل كيلو واط ساعي حالياً بــ (200 ل. س). أمّا الشريحة الخامسة الأخيرة؛ تبدأ من 2501 ك. و، وأكثر ويباع فيها كل كيلو واط ساعي حالياً بــ (450 ل. س).

تحليل افتراضي لأسعار الكهرباء:

على اعتبار أن الحكومة بحسب حديث الزامل، مستمرة في دعم الشريحة الأولى بشكل كبير، والشرائح الثانية والثالثة ولكن بنسب أقل، وعلى اعتبار أن (تكلفة إنتاج 1 ك. و = 1600 ل. س) فإنّ الخبراء يضعون افتراضاتهم على هذا النحو، حيث تقول افتراضات الخبراء: “إذا أرادت الحكومة الاستمرار في وضع عاتقها الدعم الكهربائي تعزيزاً لدورها الاجتماعي فإنها ربما تتحمل (99 %) من دعم مستهلكي الشريحة الأولى، وبالتالي ستحدد سعر كل كيلو واط لهذه الشريحة بـ (16 ل. س)”.

أمّا بالنسبة للشريحة الثانية، يفترض الخبراء، أن الحكومة ربما تقلل نسبة الدعم فيها إلى (97 %)، وبالتالي هذا يعني أن سعر الكيلو واط لمستهلكي هذه الشريحة سيصل إلى (48 ل. س)”. أمّا بالنسبة للشريحة الثالثة، تقول الافتراضات: “إن الحكومة ستقلل نسبة دعم هذه الشريحة، بنسبة افتراضية قد تصل إلى (90 %) من التكلفة في إطار الدعم الكهربائي للمنازل، وبالتالي هذا يعني أن سعر الكيلو واط، سيصل إلى (160 ل. س)”.

ويضيف الخبراء، إنّ متوسط مبيع الكهرباء للشرائح الثلاثة افتراضياً بعد التصحيح سيكون 74.6 ليرة سورية، وهو سعر واقعي يُلامس أو يساوي تقريباً وسطي مبيع أسعار الكهرباء حالياً قبل التصحيح المنتظر رسمياً والبالغ 76 ل. س، بحسب ما ذكره الوزير غسان الزامل خلال لقائه الإذاعي يوم أمس.

أمّا بالنسبة للشرائح الرابعة والخامسة، يستشف الخبراء من كلام الوزير تأكيد على خروج مستهلكي الشريحة الخامسة من الدعم على الإطلاق، ولكن من المحتمل أن يتم التخلي عن جزء كبير من الدعم ربما يصل إلى النصف أو أكثر لمستهلكي الشريحة الرابعة، وبالتالي قد يصبح سعر الكيلو واط فيها بأقل تقدير لـ (800 ل. س)، أمّا الخامسة فهي حكماً ستكون بسعر التكلفة وبالتالي تباع بسعر (1600 ل. س) وسيبقى سعر هذه الشريحة متغيراً بحسب التغيرات التي تطرأ على قيمة التكلفة الحقيقية للإنتاج.

كم ستصبح فاتورة المنزل؟

بناء على الافتراضات السابقة، يبين الخبراء أنّ المنزل الذي يستهلك 1500 كيلو واط خلال الدورة الواحدة أي (كل شهرين)، تبلغ قيمة فاتورته حالياً (13600 ل. س)، لكن ربما بعد التصحيح وفق للافتراضات الموضوعة، فإن الفاتورة ستصل إلى (108800 ل. س)، موزعة كالتالي: الشريحة الأولى (600 ك. و× 16 ل. س= 9600 ل. س) والشريحة الثانية: (400 ك. و × 48 ل. س= 19200 ل. س)، أمّا الشريحة الثالثة (500 ك. و × 160 ل. س= 80000 ل. س).

أمّا بالنسبة للمنزل الذي يستهلك 2000 كيلو واط في الشهر أو أكثر، فإنّ فاتورته ستصل إلى أكثر من 500 ألف ليرة سورية (نصف مليون)، موزعة كالتالي: (500 ك. و × 800 ل. س= 400000 ل. س)، تُضاف إليها قيمة فاتورة الشرائح الثلاثة الأولى (108800 ل. س).

يعيد الخبراء التأكيد مرّة ثانية، على أنّ حساب قيمة الفواتير المذكورة أعلاه، هي أرقام افتراضية تم حسابها بناء على التوجه الحكومي الذي أصبح معلناً نحو تخفيف الدعم عن بعض الشرائح المستهلكة للكهرباء، وإزاحته عن أخرى بهدف التقليل من حجم العجز الكبير الذي يصيب الموازنة العامة للدولة حالياً في ظل الظروف الاقتصادية والحصار الغربي المفروض على البلاد.

ويأتي التعديل المرتقب على أسعار الكهرباء، بعد 4 أشهر من قرار وزارة الكهرباء بتاريخ 4 أيلول 2023 والذي تضمن آنذاك تعرفة جديدة لأسعار الكهرباء للشريحة الرابعة (1501 إلى 2500 كيلو واط) لتصبح 200 ليرة للكيلو الواحد بعد أن كانت 90 ليرة سورية، فيما حدد سعر الكيلو للاستهلاك للشريحة الخامسة (من 2501 كيلوواط وما فوق) بسعر 450 ليرة للكيلو الواحد بعد أن كان 150 ليرة سورية.

قصي المحمد

اقرأ أيضاً