خاص|| أثر برس وردت شكاوى بالجملة بعد الارتفاع الأخير في أسعار الأدوية التي باتت تشكّل عبئاً ثقيلاً على أصحاب الدخل المحدود، خاصة في فصل الشتاء، الذي يدفع بالأغلبية إلى شراء أدوية الرشح والكريب، بالإضافة للفيتامينات لتقوية المناعة.
“أصبح المرض مصيبة تحلّ على العائلة”، بهذه الجملة عبّرت إحدى السيدات التي التقتها مراسلة “أثر” في أحدى الصيدليات بمدينة طرطوس، شارحة: مابين معاينة الطبيب لطفلي وبين شراء الأدوية الموجودة في الوصفة، دفعت 127 ألف ل.س، مدللة بوصفة بلغت قيمتها 97 ألف ل.س، تحتوي على أدوية سعال والتهاب، وأجرة معاينة طبيب 30 ألف ل.س.
وأضافت: حاولت أن أجعل ابني يتغلب على المرض من خلال الإكثار من شرب عصير الحمضيات والزهورات لكن من دون جدوى، لذلك اضطررت لاستدانة المال حتى تمكنت من أخذه للطبيب.
بدوره، قال أحد المرضى لـ”أثر”: “أصبح الفقير عندما يمرض، مجبر أن يترك نفسه بدون دواء فإما يمنّ الله عليه بالشفاء أو أن يموت، لأنه لا يستطيع أن يدفع أجر معاينة الطبيب التي تبدأ بـ 25 ألف ل.س، ناهيك عن أسعار الأدوية التي باتت نار كاوية.. كنا نقول في البداية عن المطاعم والفنادق إنها لزبائن خمس نجوم، ثم باتت اللحوم والفواكة وأشياء أخرى كثيرة، فهل يعقل أن يصبح شراء الدواء للناس من سوية خمس نجوم أيضاً؟”
ودلّل على الارتفاع الكبير في الأسعار بأن سعر دواء الالتهاب بين 31- 53 ألف ل.س، وأدوية الرشح بين 8.5 – 20 ألف ل.س، وحتى ظرف دواء الصداع 4 آلاف ل.س.
من جهتها، قالت سيدة إنها تتداوى بالطب العربي الذي يحقق وفراً كبيراً في المال، ناهيك أنه طبيعي وليس له أي آثار جانبية، مضيفة: “لكل داء دواء في الطب العربي، لكنه ليس كاوياً للجيوب كما باتت الأدوية”.
من جهته، يقول أحد الصيادلة لـ”أثر”: “الصيدلي ليس له أي يد في ارتفاع سعر الدواء، لكنه هو من يقع عليه تهكّم المرضى وتذمرهم وشرح معاناتهم من عدم تمكنهم من شراء الدواء”، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المرضى الذين عندما يعلمون بسعر الدواء المدوّن في الوصفة الطبية، فإنهم يسألون عن الدواء الأكثر ضرورة ضمن قائمة الأدوية الأخرى للاكتفاء بشرائها لعدم امتلاكهم المال الكافي لشراء جميع الأدوية.
واقترحت صيدلانية أخرى أن يقوم الطبيب بمساعدة المرضى المحتاجين من خلال إعطائهم الدواء من عينات الأدوية التي يزودهم بها مندوبو شركات الأدوية، لكن الصيدلي لا يستطيع المساعدة سوى بحسم مبلغ بسيط من قيمة الدواء في حال كان المريض محتاجاً ولا يملك المال الكافي.
صفاء علي – طرطوس