قال السفير التركي السابق عمر أونهون، آخر سفير لأنقرة في دمشق قبل قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، ”إنّ عملية التقارب التركية – السورية، وصلت على ما يبدو إلى مرحلة معينة من النضج، لأنه تم الإعلان عن مناقشتها على مستوى رؤساء المخابرات، وعندما تفكر في منصب رئيس مخابراتنا في تركيا، من الممكن أن تفهم أهمية ذلك جيداً“.
وأضاف أونهون، مؤلف كتاب “سوريا في عيون السفير”، في حديث إلى قناة “بي بي سي” التركية، أن “ ما هو متوقع الآن، هو نقل المحادثات إلى أرضية سياسية”، موضحاً أن “ عملية تقارب انقرة مع دمشق صعبة، لأن فيها عدد من المشاكل الخطيرة، لذلك فهي تتقدم في طريق وعرة للغاية، لكنها مستمرة “.
ووفقاً لأونهن، فإن “هناك أربع عقبات تعيق تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، تتمثل في دعم تركيا للمعارضة؛ فالمكان الذي تعمل فيه المعارضة سياسياً هو تركيٌّ، ووجود الجنود الأتراك على الأراضي السوريّة، بالإضافة إلى قضية وحدات حماية الشعب، ومسألة عودة اللاجئين إلى تركيا، وهي إحدى الفقرات الرئيسة على جدول الأعمال”، موضحاً أنه “على الرغم من صعوبة الموضوعات، كان من الضروري البدء من مكان ما، وأعتقد أن البداية قد تمت”.
وعدّ السفير التركي السابق أن تحسين العلاقات مع سوريا سيكون له بُعدان يؤثران تأثيراً مباشراً على تركيا، أمنيّاً، يتعلق بـ “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني”، وقضية اللاجئين، مشيراً إلى أن “هاتين القضيتين يمكن أن يكون لهما تأثير في توجه الناس للتصويت، لذلك، قبل دخول الانتخابات الرئاسية الحاسمة، من المهم جداً أن تكون الحكومة قادرة على القيام بشيء ما بشأن الأمن واللاجئين”.
وأشار أونهون إلى أن “هناك خطوات يجب على الجانبين اتخاذها بالتبادل لتعميق العملية في طريق التطبيع في المدة المقبلة”.
وأكد السفير التركي السابق، أنه من “المتوقع نقل المحادثات بين البلدين إلى الصعيد السياسي، لأن هذه القضايا تسير خطوة بخطوة دائماً”، مرجحاً أن هناك اجتماعاً لنائبي وزيري الخارجية، أو لوزيري الخارجية.
أثر برس