خاص || أثر برس قامت منظمة اليونيسكو قبل فترة بإدراج القدود الحلبية على لائحة التراث العالمي، الأمر الذي أفرح السوريون كونها خطوة تسجل لحفظ الهوية السورية على مر العصور، ولكن في مقابل ذلك ونتيجة الأوضاع وما تمر به سوريا، أصبحت العديد من الصناعات التراثية مهددة بالاندثار إن لم تكن قد انتهت أصلاً، وإحدى أعرق تلك الصناعات التي نتحدث عنها هي صناعة الزجاج الدمشقي.
تعد ورشة “أبو أحمد الحلاق” في دمشق والمشهورة عالمياً، وهي آخر معمل لصناعة الزجاج والموجودة في خان الزجاج بمنطقة باب شرقي حيث انخفض عدد العاملين فيها ليقتصر على عائلة الحلاق فقط بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وما تمر به البلاد من نقص في مادة المحروقات.
وبالتواصل مع أبو نعيم الحلاق، أكد لـ “أثر برس”: “بسبب نقص المازوت الذي يعد المادة الأساسية لتشغيل معمله اضطر منذ حوالي 6 أشهر لإيقاف العمل”.
وبيّن: “المعمل يحتاج إلى 4000 ليتر من المازوت شهرياً ليستطيع العمل بشكل مستمر لأن الفرن يتم تشغليه 24 ساعة ولا يمكن إيقافه لما يسبب من ضرر كبير وخسارة في حال تم إيقافه وتبريده منوّهاً إلى أن خبراء من وزارة الصناعة زاروا المعمل وهم من قدّروا الكمية المطلوبة لإعادة تشغيل فرن الزجاج”.
وتابع الحلاق أنه لا يستطيع شراء المازوت بسعر السوق السوداء لأن ذلك سيشكّل له بجميع الأحوال خسارة، مطالباً بأن تتم معاملته أسوة بغيره من الصناعات التي تقوم الدولة بتزويدها بمادة المازوت بالسعر الصناعي.
ولاستيضاح الأمور، تواصلنا مع رئيس الجمعية الحرفية للمنتوجات الشرقية فؤاد عربش الذي بين لـ “أثر” أن المشكلة الأساسية هي الاستمرار في عملية التزويد بالمازوت لأن الفرن لا يمكن إيقافه بفترات متقطعة، مضيفاً أن ذلك يسبب خسارة كبيرة حيث تبلغ تكلفة الفرن حوالي 12 مليون ليرة سورية”.
وهنا أكد: “أن الجمعية قامت برفع كتب إلى وزارة الصناعة والمحروقات لتزويد معمل أبو أحمد بمادة المازوت اللازمة لتشغيل معمله بشكل مستمر بدون انقطاع”، متمنياً من الوزارة الاستجابة وتلبية متطلبات المعمل لضمان عدم توقف آخر معمل لصناعة الزجاج الدمشقي.
لمى دياب – دمشق