في ظل الحراك الخليجي الذي يحدث في اليومين الفائتين إزاء سوريا خلال جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دول الخليج، أعلن رؤساء خارجية كل من قطر وروسيا وتركيا عن إطلاق آلية تشاورية مشتركة فيما بينهم بشأن السوية السورية، مشيرين إلى أن هذه الآلية ستكون موازية لآلية “مسار أستانا”.
وأكد الوزراء الثلاثة أثناء مؤتمر صحفي مشترك أن العملية الجديدة ستخص المسائل الإنسانية حصراً وستكون موازية لـ”مسار أستانا” وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأصدر الوزراء الثلاثة خلال اجتماعهم اليوم الخميس بياناً ختامياً شددوا خلاله على “التزام دولهم بالحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا وفقاً لميثاق الأمم المتحدة” معربين عن قناعتهم بغياب أي حل عسكري للحرب على سوريا، وأكدوا عزمهم على المساعدة في تقديم عملية سياسية تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل مساعدة أطراف الأزمة في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأشار البيان إلى أن الدول الثلاثة ستعمل على مواجهة مخططات انفصالية تقوض وحدة أراضي سوريا وأمن الدول المجاورة القومي.
وأبدوا استعداد دولهم للإسهام في عمل اللجنة الدستورية من خلال دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عبر التواصل الدائم مع الأطراف السورية وأعضاء اللجنة الدستورية.
ووفقاً لما نقلته “روسيا اليوم” فإن الدول الثلاثة أعربت عن قلقها إزاء الظروف الإنسانية في سوريا وتبعات جائحة فيروس كورونا في البلاد ودعوا الأمم المتحدة ومؤسساتها، منها منظمة الصحة العالمية، إلى أن تولي أولوية إلى التطعيم ضد كوفيد 19 في سوريا، وخاصة ضمن إطار مبادرة “كوفاكس”، لافتين إلى ضرورة مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين في كافة أنحاء البلاد دون أي تمييز وتسييس وفرض شروط مسبقة ودعوا الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التابعة لها إلى تكثيف مساعيها في هذا السبيل.
كما تطرقت الدول الثلاث في بيانهم إلى ملف اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم وأعربوا عن استعداد الدول الثلاث لمواصلة التعاون مع جميع الدول المعنية بهذا الشأن، منها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأشاروا إلى أهمية دعم المبادرات الرامية إلى بناء الثقة بين الأطراف السورية فيما يتعلق بتحرير المحتجزين، بالدرجة الأولى النساء والأطفال والمسنين.
وأكد الوزير الروسي سيرغي لافروف، في كلمته خلال المؤتمر على أن العقوبات الغربية أحادية الجانب تحول دون حل هذه المشاكل العاجلة في سوريا، مضيفاً أن هذه العقوبات ليست موجهة ضد السلطات الشرعية في البلاد بل وضد شعبها بأكمله.
وحول طريقة عمل هذه الآلية التشاورية أكد وزير لافروف أن الدول الثلاث اتفقت على تفويض ممثلين خاصين عنها بتنسيق جهودها في هذا الاتجاه، مع عقد اجتماعات وزارية على أساس دوري، قائلاً: “أعتقد أن اتصالاتنا الثلاثية ستكون إضافة مفيدة جداً إلى الجهود التي تبذلها روسيا وتركيا وإيران ضمن آلية أستانا”.
ورداً على سؤال عن توقيت إطلاق الآلية التشاورية الجديدة، صرح لافروف بأن العمل بهذه الصيغة انطلق بالفعل قبل نحو عام، وقد نظمت ثلاثة اجتماعات على بين ممثلين عن الأطراف الثلاثة لتبادل الآراء بشأن طرق الإسهام في التسوية السورية.
وأشار لافروف إلى أن منصة أستانا تشمل التسوية السورية بجميع مجالاتها وهيأت أرضية للمضي قدما في هذا السبيل، لاسيما من تنظيم مؤتمر “الحوار الوطني السوري” في سوتشي في أواخر يناير 2018، مضيفا: “أرحب بسعي قطر إلى الإسهام في تهيئة الظروف الملائمة لتجاوز الوضع المأساوي الحالي في سوريا”.
بدوره، صرح وزير الخارجية القطري: “نرجوا أن تنعقد هذه الاجتماعات بصورة دورية ليكون التنسيق مستمراً، ونشجع مبعوثي دولنا على العمل المستمر لترجمة الأهداف المبتغاة لهذا اللقاء”.
من جانبه، أشار الوزير التركي تشاووش أوغلو، إلى أهمية الآلية الثلاثية الجديدة بشأن التسوية السورية، قائلا: “إن المشاورات بين الدول الثلاث ستتواصل على أساس دوري، وإن تركيا ستستضيف لقاء جديداً بهذه الصيغة، ثم سينظم اجتماع مماثل في روسيا”.
يشار إلى أن البيان الصادر عن آلية التشاور هذه لم يتطرق إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال السوري، كما لم يتم خلالها التطرق إلى الخروقات التي تقوم المجموعات التابعة لتركيا في مناطق متعددة من الأراضي السورية.