تحدث الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة في قصر الشعب، أمام أعضاء مجلس الشعب السوري بعد انتخابهم الشهر الماضي للدور التشريعي الثالث.
وقال الرئيس الأسد بحسب ما نقلته وكالة “سانا” السورية: “كان من المفترض أن تعقد هذه الجلسة تحت قبة المجلس كالعادة لكن ضرورة إجراءات التصدي لكورونا أدت لعقدها في قصر الشعب، انتخاب مجلسكم الكريم يشكل محطة تاريخية من محطات الحرب كتب شعبنا تفاصيلها بأقلامه الناخبة وإرادته وتحديه”.
وأضاف: “الانتخابات التي خضتموها مؤخراً مختلفة، فبالرغم من وباء كورونا وتأثيره في إحجام البعض عن المشاركة كان هناك تعدد للوائح ومنافسة حقيقية وهذه المنافسة حراك وطني وأي حراك وطني حراك إيجابي لأنه يعبر عن الالتزام الوطني، سمعنا الكثير من الانتقادات حول انتخابات مجلس الشعب وقد يكون جزء منها صحيحا لكن الإيجابية الأهم أن نرى مشاكلنا بشكل صادق”.
وتابع: “الخطط الناجحة تنطلق من الرؤى الاستراتيجية ولمجلسكم دور محوري في الحوار وجسر مهم بين المواطن والسلطة التنفيذية، الحرب لن تمنعنا من القيام بواجباتنا وقوة الشعوب في التأقلم مع الظروف وتطويعها لصالحها، الخلل في التشريعات يضر المؤسسات وثقة المواطن بها ويزعزع الاستقرار وأي خلل في التشريعات سيؤدي لخلل في عمل أي مسؤول مهما كان جاداً”.
وأكد الرئيس الأسد بأنه لا يعتقد أن “هناك شخصاً يملك الحد الأدنى من الوطنية يقبل بالطروحات الانهزامية اليوم بعد كل تلك التضحيات”.
وحول قانون قيصر، أوضح الرئيس الأسد أنه “ليس حالة منفصلة أو مجردة عما سبقه من مراحل الحصار والتي تسببت بضرر كبير على الشعب السوري، الولايات المتحدة تحتاج للإرهابيين في المنطقة وفي مقدمتهم “داعش” وأرادوا من “قانون قيصر” التعبير عن دعمهم للإرهابيين”.
وتعقيباً على الاعتداءات “الإسرائيلية”، قال الأسد: “الاعتداءات الإسرائيلية على دير الزور أتت لتسهيل حركة إرهابيي “داعش، الرد عملياً على الحصار يكون بزيادة الإنتاج والاعتماد على الذات، لنتذكر أن وقوفنا مع الجيش كان سبب إنجازاته ووقوفنا مع ليرتنا سيكون سبب قوتها”.
وتابع: “لا فرق بين إرهابي محلي أو مستورد أو جندي صهيوني أو تركي أو أمريكي فكلهم أعداء على أرضنا”.
وحول الأوضاع الاقتصادية في سورية، قال الأسد: “على عكس ما يعتقد البعض الظرف الآن هو الظرف المناسب لزج الأموال، رأس المال الأجنبي جبان ولا يجب أن يكون رأس المال الوطني جباناً لأنه عندما يكون كذلك يخسر الوطن، يجب التركيز على دعم الاستثمار الصغير لقدرته على دعم الاقتصاد الوطني ومواجهة الحصار، والقطاع الزراعي هو عماد الاقتصاد الوطني ويجب دعمه”.
وأكد الرئيس الأسد على مكافحة الفساد قائلاً: “لأن الفساد هو ثقوب الاقتصاد وثقوب الأخلاق واستنزاف الوطن ومحاربة الفساد لم تتوقف في يوم من الأيام ولكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة، نحن في قلب الحرب ونتحدث عن تحرير الأراضي والمناطق المختلفة لكن عودة سلطة الدولة تكون عبر عودة سلطة القانون وليس فقط تحرير الأراضي ..القانون والفساد لا يمكن أن يلتقيا في مكان واحد”.
وتابع: “لا يمكن للوطن أن يصمد وهو يُنهش من قبل الإرهابيين ويُنهب من قبل الفاسدين، الردع هو العامل الأخير في مكافحة الفساد، مستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات”.
وأضاف: “علينا أن نفكر في ما يؤمن قوت المواطن ويبعد عنه الفقر والعوز وأن نعزز الأمل والعمل فمن دونهما لا معنى للحياة”.
وختم الرئيس الأسد كلمته أمام أعضاء مجلس الشعب بالقول: “الجولان باق في قلب كل سوري شريف لا يغير من وضعه قرار ضم من حكومة كيان صهيوني أو نظام أمريكي لا أخلاقي وحقنا في عودته لا ينفصل عن حقنا في تحرير كافة أراضينا من الإرهاب”.