تحدث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في لقاء تلفزيوني أجراه أمس الثلاثاء على تلفزيون “الجديد”، عن تفاصيل عدة مرتبطة بالحرب السورية وعودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، مؤكداً أنه بات واضحاً أن هذا الملف بات محسوباً والعودة حتمية لكن ليس من الضرورة أن تتم العودة في القمة المقبلة المفترض عقدها في الرياض.
وسرد أبو الغيط، مذكرات متعلقة بسوريا، أكد خلالها أنه منذ عام 2005 كان يجري التحضير للحرب السورية، مؤكداً أنه في شباط 2005 زار واشنطن كوزير خارجية مصر والتقى بقيادات أمريكية عدة كان من بينها وزير الخارجية حينها كوندليزا رايز، ومستشار الأمن القومي ستيفن هدلي، وقال: “خلال اللقاء وجدت أن الهجوم كان حادّاً جداً على سوريا، وفور عودتي إلى مصر استأذنت الرئيس مبارك وسافرت إلى سوريا، وتكلمت مع المسؤولين السوريين وقلت افتحوا أعينكم لأن النوايا واضحة جداً عليكم”.
وفيما يتعلق بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، أكد أبو الغيط، أنه هو من الأساس غير راضٍ على تجميد عضوية سوريا، وأنه عندما تم اتخاذ هذا القرار لم يكن في منصبه كأمين عام للجامعة، وقال: “كان ينبغي عدم الاستعجال في عملية تجميد العضوية السورية وإتاحة المزيد من الفرصة عندئذ للمزيد من المفاوضات”.
وأشار الأمين العام الجامعة العربية، إلى أن “الآن بات الوضع مختلف وبات من الواضح أن عودة سوريا باتت حتمية وسوف تتم ولكن هل ستتم في هذه القمة؟” موضحاً أنه “ليس من الضرورة أن تتم العودة في قمة، فيمكن أن يجتمع مجلس وزراء الجامعة ويقرر دعوة وزير خارجية سوريا لحضور اجتماعات” مبيناً أن “وفقاً للمسار الدستوري القانوني يجب أن يعقد اجتماعاً طارئاً لمجلس وزراء جامعة الدول العربية بناءً على طلب دولة وبتأييد من دولة إضافية، ويُطرح في هذا الاجتماع مطلب عودة سوريا، عندئذ نبدأ النقاش، وهناك دول ستقول نعم، ودول أخرى ستقول أنا على الحياد، ودول ستقول لا لأسباب كذا وكذا، وبالتالي في نهاية الاجتماع هناك رئاسة، وحالياً هي الرئاسة المصرية، وسيقول الرئيس لدي عدد معين من الدول مؤيدة ولدي 3 أو 4 رافضين فإما نلجأ للتصويت أو نلجأ لما يسمى بالتوافق العريض”.
وفي معرض إجابته على سؤال حول إمكانية حضور سوريا في اجتماع القمة المقبلة في الرياض، لفت إلى أن إجراءات عودة دمشق ممكن أن تتم خلال أيام قليلة، موضحاً أنه “يجب أن نحسب حساب وزن الدول المؤيدة والمعارضة، فهي لعبة سياسية حساسة يجب أن يتمتع من يمارسها بحكمة كبيرة، يعني في حال اجتمع دولتان أو ثلاثة من الدول التي هي بمثابة أعمدة على موقف الرفض سيكون عودة سوريا أمراً صعباً ولو هذه الدول كانت موافقة سيكون الأمر سهلاً”.
وخلُص أبو الغيط إلى أن الرئيس بشار الأسد، ربح المعركة منذ أن تم حسمها عسكرياً قبل 7 سنوات عندما فشلت المعارضة في دخول دمشق.