خاص|| أثر مع نهاية فصل الشتاء واستقبال فصلي الربيع والصيف اللذين ترتفع فيهما درجة الحرارة، تفك عدد من الأسر المدافئ “الصوبيات” وتنظفها للاحتفاظ بها للسنة القادمة.
وبينما تحتار ربات المنازل ورجالها في اختيار مكان في المنزل لتنظيفها كالبلكون أو الحمام أو غير ذلك؛ تجد أخريات أن هناك من هو متخصص في تنظيفها وكما يقال (يفهم عليها) من ناحية الفك والتركيب والتنظيف.
يقول أبو معين صاحب ورشة لتنظيف المدافئ لـ “أثر”: “آلية العمل بصراحة صعبة جداً وخاصة على من ينظفها أول مرة لأنه لا يعرف، أما نحن فهذا عملنا في البداية نشفط الرماد والشحار من داخلها لنتمكن من الوصول إلى الأماكن المغلقة وفتحها؛ وتالياً ليتمكن صاحبها من إشعالها”.
ويعمل مع أبو معين شابان يساعدانه في العمل وهما متمرسان وماهران في تنظيف المدافئ فكلاهما يعمل بالمصلحة منذ نحو خمس سنوات ويمر عليهم كل يوم ما يقارب 15 إلى 20 مدفأة، بحسب توضيحه.
بدوره، يؤكد دانيال وهو أحد الشبان الذين يعملون في الورشة المذكورة أعلاه أن العمل ممتع على الرغم من الشحار والغبار الذي لا يفارقهم (وتبقى معلَّمة على وجوههم وأجسادهم) بحسب تعبيره، فإنها رزقته ولا يستطيع أن يزاول أي عمل آخر لأنه لم يفلح إلا به ولم يكمل دراسته.
ويعود أبو معين ليبين لـ “أثر” أن المدافئ تختلف في طبيعة تنظيفها من نوع لآخر فمنها لا يحتاج إلى المياه لتنظيفها بل تعتمد معدات شفط الأوساخ؛ ومدافئ أخرى طريقة تنظيفها بالحرق وأخرى باستخدام الخل الطبيعي المركز وخلطه مع كربونات الصوديوم للحصول على مادة مناسبة لعملية التنظيف، متابعاً: “إضافة إلى ذلك نضع مادة لمنع التكلس يتم دمجها بالمياه الدافئة وخلطها وفرك الجوانب الداخلية والخارجية حيث تعد من المواد القوية التي تعمل على إزالة الرماد والأوساخ وتعطي نتائج رائعة لنظافة المدافئ”.
وعن الإقبال، قال أبو معين لـ “أثر”: “الحمد لله الإقبال جيد بدأنا استقبال مدافئ المواطنين لتنظيفها وإعادتها لهم بأحسن حال؛ حيث أن المدة التي نستغرقها لتنظيف كل مدفأة هي من ساعتين إلى ثلاث ساعات لأننا نفك الفرن الداخلي وننظفه إضافة إلى تنظيف ملحقات المدفأة وتوابعها كالبواري وغيرها”.
وفيما يخص الأسعار، ذكر أبو معين: “في العام الماضي كنا تتقاضى أجرة تنظيف المدفأة 15 ألفاً أما هذا العام رفعنا السعر ليصل إلى 20 ـ 25 ألفاً نظراً لغلاء المواد الداخلة في التنظيف”، مضيفاً: “ليس لنا أي نقابة تحدد لنا السعر فاعتمادنا المواد الداخلة في التنظيف مع تحديد هامش ربح فكلما ارتفعت أسعار المواد التي نشتريها فنحن مضطرون لرفع أجرة اليد العاملة”.
وتابع لـ “أثر”: “هناك بعض من الناس الذين ينظفون مدافئهم عندنا بصراحة لا يدقق في السعر إنما المهم لديهم الحصول على المدفأة نظيفة وجميعهم يفضل تنظيف المدفأة خارج المنزل لأن المواد التي يشترونها هي نفس التكلفة فيما لو تم تنظيفها خارج المنزل”.
ولفت أبو معين إلى أن مهنته متعبة لكن الناس تكرمه دائماً بأكثر من أجرته التي يطلبها، مضيفاً: “هم يحسون بي وبالنهاية هذه رزقني ورزقة أولادي ومنها أعيش فلا أستطيع ان أتركها لأنها مصدر رزق“.
وفي الورشة المذكورة نفسها، كانت السيدة منال وابنها يحمل مدفأتها لتنظيفها، حيث أوضحت لـ “أثر” أنها لا تستطيع تنظيفها ولا تعرف وحتى وإن عرفت فهي لا تملك مكاناً لتنظيفها؛ فمنزلها صغير وبالكاد تتحرك فيه.
دينا عبد ــ دمشق