أثر برس

أحلام الحصاد “قيد الاعتقال”.. ما مصير الأراضي الزراعية ضمن خطوط الفصل مع الاحتلال التركي؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس ضمن المناطق التي تعتبر “خطوط تماس” مع قوات الاحتلال التركي في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة والريف الشمالي لمحافظة الرقة، ثمة مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، ويبدو أنه من المستحيل وصول أصحاب هذه الأراضي إليها مع اقتراب موسم الحصاد.

يقول غيث حياوي لـ”أثر برس”، وهو أحد أصحاب الأراضي الزراعية الواقعة إلى الشمال الغربي من بلدة “تل تمر” في ريف الحسكة الغربي، إن أرضه الممتدة على مساحة 350 دونم ( الدونم 1000 متر مربع)، مزروعة بمحصول الشعير، إلا أن مسألة الوصول إليها في وقت الحصاد تعتبر مغامرة كبرى لن يقبل بها العمال أو أصحاب الحصادات ما لم يكن هناك ضمانات من قبل قوات الاحتلال التركي بعدم التعرض للفلاحين، ولا يبدو أن الأمر سيتم نهائياً، ويعتقد الرجل الذي يبلغ نحو 50 من العمر، أن المجموعات المسلحة الموالية للاحتلال التركي تنتظر موسم الحصاد لتقوم بسرقة المواسم، فهي سرقت ممتلكات المنازل ولن يكون جديداً عليها أن تقوم بسرقة المحصول.

إلى الغرب من بلدة “أبو راسين”، تقع الأراضي الزراعية التي يمتلكها “محسن أبو بسام”، والذي يقول لـ “أثر برس”: “إن إمكانية الوصول إلى المنطقة الواقعة إلى الغرب من قرية “عنيق الهوى”، مستحيلة في ظل انتشار المجموعات المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي والتي تطلق النار على أي مدني يحاول الدخول إلى الأراضي الزراعية في المنطقة، على الرغم من سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة، إلا أن القذائف والرصاص الحي يطلق بشكل مستمر على القرى المدنية، فما بالك بمحاولة شخص الدخول إلى أرضه”.

يضيف “أبو بسام”: “أن المحاصيل الزراعية ستكون نهباً للمجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي إلا إن كان ثمة تدخل من قبل “أمريكا أو روسيا”، للضغط على القوات التركية للسماح بدخول الحصادات والمدنيين إلى الأراضي الزراعية لحصاد الموسم، إلا أن الأمر يبدو ضرباً من الخيال في المرحلة الحالية، فحتى إن وافقت تركيا على ذلك، فإن المجموعات التي تعمل تحت رايتها لن تنضبط، فمن يمارس الخطف والقتل بحق المدنيين بشكل مستمر لا يمكن أن يتم ضبطه وهو يرى المحصول الذي ربما سيكون وفيراً تبعا للأمطار التي هطلت خلال العام الحالي”.

يوضح “أبو بسام”، أن الفلاحين في المناطق التي دخلت ضمن خارطة الاشتباكات ضمن العدوان التركي الذي سمي بـ “نبع السلام”، كانوا قد زرعوا أراضيهم بالقمح والشعير دون وجود احتمال للعدوان التركي على الرغم من التهديدات المستمرة التي سبقته، إلا أن نزوحهم من قراهم بعد بدء العدوان كان ضربة موجعة لهم على المستوى المعيشي، وغالبية السكان لم يعد بإمكانهم تحمل تكاليف المعيشة في المناطق التي نزحوا إليها، مع انعدام فرص العمل بالنسبة لهم لكونهم من العاملين في القطاع الزراعي.

لا يوجد إحصاء دقيق للمساحات الزراعية التي دخلت ضمن خارطة المناطق المحتلة أو خطوط التماس مع العدو التركي في شمال المحافظتين اللتين شهدتا عدواناً تركياً في بداية منتصف شهر تشرين الأول من العام الماضي بحجة “قتال الوحدات الكردية”، من قبل جيش الاحتلال التركي ومجموعاته المسلحة نتيجة لارتباط هذه الوحدات بـ “حزب العمال الكردستاني”، الموضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً