خاص|| أثر برس أكدت مصادر “أثر” من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، أن مسلحي تركيا أقدموا خلال الأيام الماضية على حفر وسرقة مواقع أثرية هامة تعود للعصر الروماني، في محيط إحدى القرى الواقعة بناحية راجو شمالي منطقة عفرين.
ووفق ما أفادت به المصادر، فإن مسلحي فصيل “فيلق الشام”، أقدموا بقيادة متزعمهم “صليل الخالدي”، على حفر موقعي “تل ناصر” وسوريه بانراكو” الأثريين الواقعين في محيط قرية “بانراكو” التابعة إدارياً لبلدة “راجو”، باستخدام حفّارات وآليات تجريف ثقيلة.
وقالت المصادر إن عمليات الحفر وتجريف الأراضي في الموقعين تمت بشكل عشوائي ما أدى بالنتيجة إلى تضرر الموقعين بشكل كبير، فيما تمكن المسلحون من استخراج كميات كبيرة من اللقى الأثرية والكنوز التي كانت موجودة في الموقعين المستهدفين.
ونقلت المصادر خلال حديثها لـ “أثر” معلومات عن شهود عيان من القرية، بيّنت خلالها أن عمليات الحفر والتنقيب غير الشرعي عن الآثار من قبل مسلحي “فيلق الشام”، تمت تحت أنظار وبإشراف عدد من الضباط الأتراك، الذين اكتفوا بالحضور دون اصطحاب أي خبراء آثار مختصين من شأنهم استخراج اللقى دون أن تتأذى، وفق ما جرت عليه العادة خلال عمليات سرقة الآثار السابقة.
وبعد استخراج معظم اللقى الأثرية الموجودة في الموقع، بادر مسلحو تركيا إلى نقلها بآلياتهم العسكرية وبعض الشاحنات الصغيرة، باتجاه قرية “ميدان إكبس” التي تعد منطقة النفوذ الرئيسية للفصيل، وسط توقعات بأن يتم نقل تلك الآثار تباعاً إلى الأراضي التركية خلال الأيام القادمة، كما جرت عليه عادة تركيا ومسلحيها في كل عمليات السرقة التي شهدتها منطقة عفرين.
وتمتلك منطقة عفرين عدداً كبيراً من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى مختلف العصور القديمة، إلا أن عدداً كبيراً من تلك المواقع وفي مقدمتها موقع “عين دارة الأثري”، تعرضت منذ الاجتياح التركي للمنطقة عام /2018/، لعمليات تجريف وتنقيب غير شرعي وبإشراف مباشر من خبراء آثار أتراك، أفضت في نتيجتها إلى سرقة كميات كبيرة من الآثار التاريخية الهامة التي تم نقلها إلى تركيا، إضافة إلى تضرر العديد من اللقى والآثار بفعل التجريف الجائر والعشوائي الذي تعرضت له المواقع الأثرية.
زاهر طحان – حلب