انتشر مساء أمس الثلاثاء، صورة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، مما أثار غضب السوريين، وذلك وسط استمرار “القوات الإسرائيلية” بالتوغل البري في أراضي الجنوب السوري.
وفي هذا الصدد، أجرت قوات من “الجيش الإسرائيلي” أمس الثلاثاء جولة في الجنوب السوري، وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” أمس الثلاثاء أنه أجرى جولة في “منطقة التأمين الدفاعية المتقدمة في الأراضي السورية، بهدف منع التهديدات المحتملة وضمان أمن مواطني إسرائيل”.
وقال “أدرعي” عبر منصة “X”: “إن الوجود الإسرائيلي في هذه المنطقة يعزز القدرة الإسرائيلية على الاستجابة السريعة لأي سيناريو أمني قد ينشأ نتيجة الأوضاع الداخلية في سوريا”، مضيفاً “لا نية لنا للتدخل بالشؤون الداخلية السورية، لكننا لن نتسامح مع أي تهديد لأمن إسرائيل”.
وتزامنت تصريحات “أدرعي” مع انتقاد وجهه وزير الخارجية التركي حقان فيدان لسياسة “إسرائيل” وقال: “إنها تنتهج سياسة تحريض وهي سياسة لا تخدم أمنها”، مضيفاً أنه “بناء على تحليل استراتيجي وأمني، يمكن لإسرائيل أن تحل بعض المسائل تكتيكياً، لكن هذا تكون له أضرار أكبر على المستوى الاستراتيجي”.
وتابع فيدان أن “الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من سياسته عدم تشكيل أي تهديد لأي من دول المنطقة، وهذا يشمل إسرائيل، وإذا كانت ترى إسرائيل خطراً على أمنها فعليها أن تصرح بذلك بصورة تحترم سيادة دول المنطقة”.
كما جاءت تصريحات “أدرعي” بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” إلى “حل مشاكله” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتصرف بـ”عقلانية”.
وأضاف ترمب في حديث موجه لـ”نتنياهو” يوم الإثنين 7 نيسان الجاري: “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين”، مضيفاً أن “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقاً أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جداً مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
وفي وقت سابق، نشر المحلل العسكري الإسرائيلي “رون بن يشاي” مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أشار فيها إلى قلق “إسرائيل” من الوجود العسكري التركي في سوريا وتمددها نحو الجنوب السوري.
ولم يستبعد “بن يشاي” سيناريو التقسيم في سوريا، إذ كشف أن “إسرائيل لا تستبعد التفاهم مع تركيا على تقاسم النفوذ في سوريا، ضمن خطة أوسع تنسقها الولايات المتحدة”.
وأوضح أن التقسيم سيكون وفق سيناريو يتوزع فيه النفوذ فيها كالتالي: روسيا في الساحل الغربي، تركيا في الشمال، إسرائيل في الجنوب، والولايات المتحدة في الشرق الغني بالنفط، على أن تدار بقية المناطق من قبل نظام مؤقت، بانتظار تشكّل حكومة سورية مستقرة خلال عدة سنوات، وفق ما نقلته “يديعوت أحرنوت”.
يشار إلى أن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، كان قد أكد في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “العربية” في كانون الأول الفائت أن “لا تقسيم لسوريا بأي شكل، ولا فيدرالية“.