نفذت إيران فجر أمس الأحد، تهديدها بالرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقعاً في ريف دمشق، وأودت بحياة ضابطين إيرانيين إلى جانب عدد من عناصر الجيش السوري ومدنيين اثنين، حيث استهدفت القوات الإيرانية موقعاً لـ “الموساد الإسرائيلي” في أربيل شمالي العراق، بصواريخ انطلقت من الأراضي الإيرانية.
صحيفة “هآرتس” لفتت إلى تحذيرات سابقة من تزايد الهجمات على مواقع لإيران وحلفائها في سوريا والعراق، حيث نشرت:
“الصواريخ الباليستية أطلقت على مقر الموساد في أربيل، وهناك إصابات في الموقع، كما أشارت التقارير إلى أن المخابرات الإيرانية قتلت شبكة تجسس إسرائيلية تعمل في البلاد في محاولة لتجنيد عملاء محليين”
وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته أن الاستهداف جاء بعد أيام قليلة من العدوان الذي نفذته “إسرائيل” في ريف دمشق قبل أسبوع من اليوم مشيرة إلى أن “القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط حذّر مراراً وتكراراً من التهديدات المتزايدة لهجمات من إيران، رداً على استهداف قواتها وحلفائها في العراق وسوريا”.
وأشارت “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن: “المجموعات المقربة من إيران في العراق نفذت سلسلة هجمات باستخدام المسيّرات والقذائف الصاروخية في الأعوام الأخيرة، لكن حدوث هكذا هجمات انطلاقاً من الأراضي الإيرانية أمر نادر الحدوث”.
فيما لفت موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى تطورات في آلية الرد الإيراني حيث قالت: “تم شن الغالبية العظمى من الهجمات ضد القوات الأمريكية في السنوات الأخيرة باستخدام الصواريخ أو الطائرات بدون طيار، لكن هذا الهجوم هو أول هجوم يستخدم صواريخ بالستية منذ أن شنت إيران هجوماً على القواعد الأمريكية في العراق رداً على اغتيال سليماني”.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” فأشارت إلى أن هذا الاستهداف حدث في توقيت مماثل للتوقيت الذي نفذّت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني، حيث نشرت: “إن الغارة وقعت حوالي الساعة 1:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، وهو نفس الوقت الذي قُتل فيه الجنرال قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في يناير 2020، وبعد أيام من مقتل الجنرال ردت إيران بضربات صاروخية على قاعدة أمريكية في العراق، مما أدى إلى إصابة حوالي 100 من أفراد الجيش الأمريكي” منوهة إلى أن القواعد “الإسرائيلية” في أربيل هي مواقع غير معروفة وسرية.
ثمّة عناصر عديدة في هذه الحادثة تم تسليط الضوء عليها من قبل التقارير الأجنبية، ومنها استخدام الصواريخ البالستية لأول مرة، واستهداف موقع سري وغير معروف، وانطلاق الصواريخ من الأراضي العراقية، فضلاً عن تسليط على فكرة أن الرد الإيراني حصل في وقت مماثل للوقت الذي تم فيه اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وفي هذا الصدد أكدت مصادر خاصة لـ “أثر” أن استهداف إيران لـ “الموساد الإسرائيلي” في أربيل من أراضيها، يدل على أنها تتبع مع “إسرائيل” نفس التكتيك الذي تتبعه الأخيرة والتي تستهدف الوجود الإيراني في بلد آخر، وبالتالي هي عمدت إلى استهداف وجود العدو خارج الأراضي المحتلة.