أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أكثر من مليون لاجئ سوري بات جاهزاً للانتقال إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها فصائل أنقرة، فيما أعرب قياديين في تلك الفصائل عن قلقهم من هذا المشروع التركي.
وأكد أردوغان، أمس الإثنين في كلمة بختام اجتماع حكومي “نعمل على إنشاء 200 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من المنظمات الإغاثية الدولية”، مضيفاً: “لا يساور أحد الشك أن عدد السوريين في بلادنا سينخفض إلى مستويات معقولة كلما وفرنا الإمكانات اللازمة للعودة الطوعية”، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات تظهر أن عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية إلى سوريا أكثر من مليون بكثير.
فيما نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن الباحث السوري محمد السكري، الحاصل على الجنسية التركية والمقيم في أنقرة أنه تعبير “العودة الطوعية” بعيد كل البعد عن الواقع، مشيراً إلى أنه “من الواضح أن هناك توجهاً تركيا لعودة الكثير من السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، على الأقل كجزء من الدعاية السياسية أمام الجمهور التركي الذي زاد استياءه من وجود المعارضة السورية”، لافتاً إلى أن “هذا نتيجة سياسات اللاجئين الضعيفة في تركيا منذ اندلاع أزمة اللاجئين، حيث عجزت تركيا عن توفير بيئة مستدامة للاجئين بعيدًا عن حالة الاستقطاب السياسي”.
كما نقل الموقع عن مسؤولين في المعارضة السورية، قولهم: “إن مثل هذه الخطة قد يكون لها نتائج عكسية بسبب اكتظاظ تلك المناطق باللاجئين الفارين من الحرب، معربين عن قلقهم من هذه الخطة”.
كما نقل الموقع عن قيادي في فصائل أنقرة، رفض الكشف عن هويته قوله: “أبلغتنا تركيا بهذا المشروع، لكنها لم تزودنا بعد بمزيد من التفاصيل، نخشى أن تكون هذه الخطة غير مدروسة وتؤدي إلى نتائج عكسية في مناطق شمالي سوريا المكتظة”.
وأضاف: “السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ماذا سيحدث إذا جلبت تركيا مليون لاجئ؟، هذا بالتأكيد سيفاقم المشكلة”.
وسبق أن أشار الخبراء إلى العديد من المعوقات التي تعرقل المشروع التركي، لافتين إلى أن المنطقة غير مستقرة أمنياً وأنها معرّضة للقصف في أي لحظة.