جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأكيده على أن بلاده ستعمل على استكمال أعمالها في سوريا، وذلك بعد أيام من حديثه عن إصرار بلاده على استكمال مشروع “المنطقة الآمنة” على الحدود السورية- التركية وبعمق 30 إلى 40 كم.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمس الاثنين خلال مأدبة إفطار مع جنود في العاصمة التركية أنقرة: “بحلول الصيف القادم سنؤمن حدودنا مع العراق بالكامل، وسنكمل حتماً ما تبقى من أعمالنا في سوريا” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي 5 آذار الجاري أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، خلال تصريحات أدلى بها في “ملتقى الرافدين” في بغداد: “إن التدخل التركي استباح مساحات حدودية لاستخدامها ساحة حرب ضد (العمال الكردستاني)”، موضحاً أن “الحدود من جهة دهوك تخضع للتدخل التركي، وتحولت إلى صراع مع PKK”.
وقبل يوم واحد من تصريح الشمري، قال أردوغان عقب ترؤسه اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة: “أوشكنا على إتمام الطوق الذي سيؤمن حدودنا مع العراق وخلال الصيف القادم سنكون قد حللنا هذه المسألة بشكل دائم”، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تأتي في معرض مواجهته لتنظيمي “PKK ,PYD” اللذين يسيطران على أراضٍ في سوريا والعراق، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وتشن تركيا باستمرار حملات جوية ضد “الوحدات الكردية” بالقرب من حدودها المشتركة مع العراق وسوريا، وتعرب دمشق وبغداد عن إدانتهما لهذه الاستهدافات التركية التي تطال البنى التحتية في البلاد.
وكانت آخر هذه الحملات التركية في 11 كانون الثاني 2024 إذ استهدف سلاح الجو التركي منشآت نفطية وكهربائية شمالي شرق سوريا، بالإضافة إلى استهداف مقرات شمالي العراق.
وإلى جانب الحملات الجوية، تؤكد تركيا أن تعمل على إنشاء مشروع “المنطقة الآمنة” الذي يهدف إلى السيطرة على طول الحدود السورية- التركية وبعمق 30 إلى 40 كم.
وبغرض استكمال هذا المشروع، أفاد أردوغان في كانون الأول 2023 بأن بلاده عازمة على الدخول في وقت قريب إلى منطقة تل رفعت شمالي سوريا والمحاذية للحدود التركية.
يشار إلى أن القوات التركية شنت ثلاث عمليات عسكرية شمالي سوريا، سيطرت إثرها على مدن وبلدات سورية عدة، وكانت أولى هذه العمليات “درع الفرات” عام 2016، سيطرت تركيا إثرها على مدن جرابلس والباب وأعزاز، وعام 2018 سيطرت القوات التركية على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وعام 2019 شنت أنقرة عملية “نبع السلام” وسيطرت إثرها على مدينتي “تل أبيض، ورأس العين” شمالي شرق سوريا.