بعد تقاطع خطوط المصالح السورية التركية التي بدأت بالظهور خلال الأشهر القليلة الماضية بشأن الملف الكردي، تعود التصريحات التركية ودون سابق إنذار خمسة سنوات إلى الوراء، فبعد حديث الرئيس التركي منذ قرابة الشهر أثناء عودته من القمة الثلاثية في سوتشي عن أنّه لا يَستبعد فتح قنوات الحِوار مع سوريا، وبأن الأبواب في السياسة تَظل دائماً مَفتوحة حتى آخر لحظة، يعود يوم أمس ليهاجم الرئيس السوري بشار الأسد بتسلسل غير منطقي للأحداث واصفاً إياه “بالإرهابي”.
تأتي تلك التطورات في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة دعمها للوحدات الكردية حيث يتحدث مراقبون عن محاولات تركية لإرضاء الجانب الأميركي من خلال إظهار تركيا لنفسها بمنأى عن الحلف الإيراني – الروسي، في حين يرى آخرون بأن الحرب السورية ستبدأ من جديد بعد تلك التصريحات.
حيث اعتبرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، أن إقدام الإدارة الأمريكية على إمداد حلفائها في سوريا بأسلحة يعني تدبير حرب جديدة ضد القوات السورية.
وأضافت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على خطة إرسال أسلحة متطورة إلى الوحدات الكردية، وجاء ذلك بعد توقيعه لقائمة أسلحة بقيمة 393 مليون دولار أمريكي سيتم إرسالها إلى سوريا في العام 2018 المقبل رغم معارضة تركيا بشدة.
ووفق ما جاء في موقع “ديلي نيوز” الأمريكية، فإن المساعدة العسكرية الأمريكية ستصل أيضاً إلى “فصائل المعارضة”، التي أعلنت أنها لن تشارك في “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي الذي دعت إليه موسكو، وبصفة الإجمال سيبلغ عدد عناصر تلك الفصائل 30 ألف عنصر.
وخلال الشهر الجاري طالبت روسيا الولايات الأمريكية بالانسحاب من سوريا، معتبرة أنها وجودها ليس قانونياً، باعتبار أنه تم بدون رغبة الحكومة السورية، على عكس الوجود الروسي الذي تم بعد تلقي روسيا دعوة رسمية من الحكومة السورية.
وتشدد موسكو على أن سبب الوجود الأمريكي في سوريا قد انتهى بإعلانها القضاء على تنظيم “داعش” فيها، وهو ما ينفيه البنتاغون مؤكداً أن “التنظيم” ما زال يسيطر على مناطق في سوريا.
فهل ستحاول الولايات المتحدة تجديد الحرب السورية بضمانات جديدة لتركيا؟ أم أن التصريحات الأخيرة هي فقط للضغط على الجانب الروسي لمنع دخول الأكراد في مفاوضات أستانة؟