بالتزامن مع الحديث عن الضغط الذي يشكّله ملف اللاجئين السوريين على الداخل التركي وتأثيره في احتمالات فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأخير أمس الأربعاء، أن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ مدة مع روسيا وسوريا ثمارها.
وقال في كلمة ألقاها، الأربعاء، في المؤتمر الدولي لأمناء المظالم الذي عقد في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة: “إن العودة الطوعية للاجئين السوريين تتسارع كلما تحسنت الأجواء الأمنية في شمالي سوريا”، مضيفاً أن ” عدد اللاجئين العائدين لبلادهم سيزداد كلما آتت الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها تركيا منذ مدة مع روسيا وسوريا بثمارها”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأوضح أردوغان أنه “حتى اليوم عاد نحو 500 ألف لاجئ سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة”.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدّث باسم الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” في تركيا على ضرورة عدم تأخير الاجتماعات السورية- التركية، موضحاً “لسنا متعجّلين على الاجتماعات واللقاءات بيننا وبين الجانب السوري، وأيضاً لا نريدها أن تتأخر أكثر من اللازم”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
ولفت إلى أنه قريباً سيعقد اجتماع وزراء الخارجية التركي والسوري والروسي، وفي وقت لاحق (بعد اجتماع وزراء الخارجية) سيُعقد اجتماع القادة، رؤساء تركيا وسوريا وروسيا.
يشار إلى أن السعي التركي نحو التقارب مع سوريا، بمنزلة تحوّل كبير في السياسة التركية الخارجية وذلك بعد 11 عاماً من القطيعة والعمليات العسكرية التي سيطرت إثرها على مناطق عدة في الشمال السوري، إلى جانب تشكيل الكيانات المعارضة بشقيها “السياسي والعسكري”، وفي هذا السياق يشير السفير التركي السابق في دمشق عمر أنهون، في مقال نشره في صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن حكومة بلاده اختارت “تحولاً سياسياً جدياً للغاية”، من مقاربة عنوانها “ليس مع الأسد”، إلى مقاربة “ليس من دون الأسد”، لافتاً إلى أن “الخاسرين من التقارب بين أنقرة ودمشق، هم: الولايات المتحدة وتنظيم واي بي جي الإرهابي المكون الأساسي لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية- قسد”.