أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة له أمام البرلمان التركي اليوم الأربعاء، إلى أن هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية في سوريا، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بأوقات صعبة.
وقال أردوغان: ” في سوريا، حيث انتهى 14 عاماً من الظلم (الإطاحة بنظام الأسد) بثورة 8 كانون الأول (2024)، هناك محاولات لإشعال فتنة جديدة على أساس طائفي” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف: “منذ سنوات قاموا ببث بذور الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية ما بين الأتراك والأكراد والعلويين والسنة وما إلى ذلك من هذه الفتن، ويحاول البعض الآن في سوريا إشعال نار الفتنة، وتدبير المخططات الخبيثة من أجل بث فتنة التفرقة بين أبناء الشعب السوري”.
ولفت إلى أن “هناك من ينصب كميناً خبيثاً وقذراً للغاية لاستهداف روابط الأخوة بين أبناء شعبنا باستخدام ذرائع تتعلق بأعمال إرهابية تمارسها فلول النظام السوري البائد”، في إشارة إلى محاولات لإثارة توترات في تركيا على خلفية الأحداث التي جرت في الساحل السوري الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، أشار زعيم حزب “الوطن” التركي دوغو بيرينجيك، إلى أن “إسرائيل والولايات المتحدة هما المستفيدتان من مؤامرة لزعزعة استقرار الوضع في سوريا، ويتم إعداد الظروف لاحتلال هذه الدولة”.
وأضاف أن “إسرائيل تتحمل المسؤولية الرئيسية عن العنف الشديد والمدبر في سوريا، وتسعى الدولة العميقة في الولايات المتحدة تحديداً إلى إحياء مشروع الشرق الأوسط الكبير، يتم تنفيذ خطة تهدف إلى منع الشعب السوري من العيش معا باختلاف طوائفه وقومياته وأديانه، ولتحقيق هذه الغاية، تتم إثارة صراعات مسلحة بين مكونات الأمة السورية، وتتطور هذه الصراعات إلى عداوة عميقة. يتم استنزاف كل القوى، بما في ذلك الحكومة في دمشق وذلك لضمان عدم بقاء أي سلطة مسلحة في سوريا قادرة على ضمان الأمن والسلام، ويتم خلق الظروف لتعزيز السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على حكومة أحمد الشرع” وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.
وأشار بيرينجيك إلى أنه “تتم إثارة الاشتباكات في سوريا في الوقت الذي تشهد خلاله تركيا عملية لدفع حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء سلاحه استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان (يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي في تركيا)”.
وقال السياسي التركي: “نحن نشهد تدخلاً مسلحاً يقوض المقاومة الوطنية السورية، وفي الوقت نفسه، تهدف المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية إلى تقويض التضامن الدولي مع سوريا على أسس طائفية وقومية، وتحاول إسرائيل والولايات المتحدة، إجبار كل القوى التي يمكنها التصدي لذلك، على الاستسلام، وهما بذلك تشكلان تهديداً جديّاً ليس فقط لسوريا الشقيقة، بل أيضاً لكل دول المنطقة، ولكل البشرية”.
يشار إلى أن التصريحات التركية تتزامن مع توترات واشتباكات ومجازر عدة يشهدها الساحل السوري، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين وعناصر من الأمن العام، كما تتزامن مع توغلات برية “إسرائيلية” في الجنوب السوري إلى جانب الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.