أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت أن تركيا ستنفذ عمليات جوية وبرية في شرق الفرات في سورية، وفق ما ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
وقال أردوغان “لقد استكملنا الاستعدادات والعمليات باتت قريبة جداً ويمكن القول إنها قد تبدأ اليوم أو غداً”، مؤكداً “أصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك”.
وأضاف “نقول إن الكلام انتهى، لمن يبتسمون في وجهنا ويماطلوننا بأحاديث دبلوماسية من أجل إبعاد بلدنا عن المنظمة الإرهابية”، في إشارة إلى حلفائه الأمريكيين من دون أن يسميهم.
وتابع أردوغان “وجهنا كل التحذيرات إلى محاورينا حول شرق الفرات، لقد كنا صبورين بما فيه الكفاية، ورأينا أن الدوريات البرية والجوية المشتركة مجرد كلام” وفق تعبيره.
بالمقابل ردت “قوات سوريا الديمقراطية”، على تصريح الرئيس التركي، وأكدت “سندافع عن أنفسنا ضد أي هجوم تركي غير مبرر”، مضيفةً “لن نتردد في تحويل أي هجوم تركي إلى حرب شاملة على الحدود”.
ويرى مراقبون بأن تصريح “قسد” يوحي برفض الولايات المتحدة لتلك العملية كونها الداعم الأساسي لـ”قسد” في تلك المنطقة وأن الأخيرة لا تصرح بهذه الحدة مالم تأخذ موافقة أمريكية.
وكان أردوغان قد أعطى مهلة لحلفائه الأمريكيين أسبوعين للتوصل لنتيجة حول ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” انتهت ليلة الإثنين الماضي، مُهدِّداً إيّاهم باجتياح شرق الفرات وإقامة “منطقة آمِنة”، بعد أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء أردوغان في نيويورك الأسبوع الماضي.
وظهر الخلاف الأمريكي ــ التركي على عمق “المنطقة الآمنة” خلال المحادثات بين الوفدين في وزارة الدفاع التركية يومي 5 ــ 7 آب الماضي.
واستبعد خبراء أن توافق تركيا على ما اقترحه المبعوث الأميركي على رأس وفد عسكري بتاريخ 23 تموز الماضي، (وهو شريط أمني بعمق 5 كلم يليه شريط منزوع من السلاح بعمق 9 كلم)، كونها لا تخدم الخطة التركية للتوسع في سورية.
كما استبعد خبراء أن توافق واشنطن على المطلب التركي “بمنطقة آمنة” بعمق 32 إلى 40 كلم، ما يلغي إمكانية الوجود الأمريكي والقوات الغربية بحجة محاربة “داعش”.
في حين يرى مراقبون بأن تصريحات أردوغان الأخيرة تأتي بهدف الضغط فقط على الولايات المتحدة لتطبيق الخطة التركية كون الرئيس التركي لن يجرؤ على القيام بتلك العملية دون موافقة أمريكية خصوصاً في ظل العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة في حال أقدم على مثل هذه الخطوة ما من شأنه أن يزيد من حالة معارضته الداخلية التي تشتكي من سياسته في سورية.