أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، خلال مشاركته بالمؤتمر الاعتيادي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، في ولاية قيصري وسط تركيا، أن بلاده تهدف إلى تصفية “جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا، بالسياسة أو بالقوة”.
وقال: “إن تركيا لا يمكن أن تشعر بالأمان التام ما دام هناك إرهابيون انفصاليون يحملون السلاح في سوريا” مضيفاً أنه “بهذه الطريقة، نهدف إلى ضمان أمننا وإزالة العراقيل التي تقف أمام سلامة أراضي جارتنا ووحدتها السياسية وسلامها الداخلي” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وجدد الرئيس التركي تأكيده على أن “الوحدات الكردية” -المكون الأساسي في “قسد”- “تحتل ثلث أراضي سوريا وتنهب قسم كبير من مواردها الطبيعية”، مشيراً إلى أن هذه الوحدات هي “العائق الأكبر أمام الأمن والسلام في هذا البلد”.
وأشار إلى أن “الجهات التي حولت سوريا والمنطقة إلى جحيم عبر مسرحية تنظيم (داعش) في الماضي القريب، تحاول اليوم تطبيق “المؤامرة” نفسها مجدداً، لكنها لن تنجح هذه المرة”.
واعتبر أن السيناريوهات التي وضعت في المنطقة من خلال حزب “العمال الكردستاني” والوحدات الكردية، “لم تعد صالحة مع تغير الأجواء الدولية”.
من جانبه، قال مسؤول في حزب “العمال الكردستاني” يوم الخميس 16 كانون الثاني: “إن الموافقة على مغادرة شمال وشرق سوريا، مرتبطة باحتفاظ قوات قسد الكردية بدور مهم في قيادة مشتركة للبلاد”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأشار إلى أن “العمال الكردستاني” إذا غادر سوريا، فإنه سيواصل المراقبة عن بعد وسيعمل ضد القوات التركية أو يتخذ إجراءات حسبما تقتضي الحاجة، وفق قوله.
ولفت إلى أن مستقبل سوريا سيتحدد بعد 20 كانون الثاني الجاري فور تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب السلطة.
الموقف الأمريكي:
تدعم الولايات المتحدة الأمريكية “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” منذ نشأتها في سوريا، ووسط تزايد الحديث عن مصير “قسد”، أفادت “القيادة المركزية الأمريكية- سنتكوم” بأن الجنرال مايكل كوريلا، زار سوريا والتقى بعدد من القادة العسكريين الأمريكيين، ومسؤولين في قوات “قسد”، بهدف الحصول على تقييم حول التطورات في البلاد والحملة ضد تنظيم “داعش”.
وأشارت “سنتكوم” في بيان إلى أن كوريلا، زار أيضاً “مخيم الهول” بريف الحسكة ومخيمات أخرى تحوي آلاف الأشخاص المرتبطين بتنظيم “داعش”.
من جانبه، أكد ماركو روبيو، المرشح لوزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، أن واشنطن ستستمر بدعم قوات “قسد” في شمال وشرق سوريا، محذراً من تخلي الولايات المتحدة عن شركائها الأكراد.
وخلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي قال روبيو: “إن أحد أسباب قدرتنا على تفكيك داعش، هي أن الأكراد يحرسون السجون التي وضعناهم بها”.
وأضاف روبيو: “الحالة التي تريد أمريكا أن تصل إليها سوريا هي ألا تكون مقراً لعناصر (داعش)، أو مثار تهديد منه، إضافة لحماية كافة الأديان والأكراد، ولا تستخدمها إيران كأرض لنشر أجنداتها وزعزعة لبنان من خلال حزب الله”.
ولفت في الوقت نفسه، إلى إمكانية رفع العقوبات الأمريكية عن الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن من مصلحة الأمن القومي الأميركي وكل دول المنطقة أن تكون سوريا في حالة مستقرة.
موقف الإدارة السورية الجديدة من “قسد”:
أكد القيادي بإدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الدالاتي، في لقاء أجراه مع قناة “الشرق” أن الإدارة الجديدة تُفضل التوصل إلى تسويات سلمية لحل الخلافات مع قوات “قسد” التي يقودها الأكراد، مشيراً إلى أن الحل العسكري سيكون “آخر الخيارات المطروحة في هذه القضية”.
وفي 14 كانون الثاني الجاري، أكد القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، أنهم منفتحون على ربط “قسد” بوزارة الدفاع السورية على أن يكون ذلك ككتلة عسكرية موجودة ضمن هذا التشكيل، وليس على شكل أفراد تنضوي ضمن وزارة الدفاع.
وفي 20 كانون الأول 2024، قال عبدي في تصريحات لصحيفة “التايمز” البريطانية: “إن قوات قسد المكونة من 100 ألف عنصر مستعدة لحل نفسها، والانضمام إلى جيش سوريا الجديد”.