شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهميته كصديق قيم للولايات المتحدة، بحسب تعبيره، قبل أسبوعين من القمّة المرتقبة بينه وبين نظيره الأميركي، جو بايدن.
واعتبر أردوغان أن الولايات المتحدة تخاطر “بخسارة صديق قيّم” إذا ما سعت إلى “حشر” بلاده في الزاوية.
أما عن سبب التوتر مع الولايات المتحدة، فأقر خلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس الثلاثاء أنها “الإبادة الجماعية للأرمن”، التي اعترف بها بايدن قبل أشهر.
كما تساءل: “أليست لدى الإدارة الأميركية مشكلة أخرى تعالجوها سوى تأدية دور محامي أرمينيا؟”.
إلى ذلك، عدّد الرئيس التركي مواضيع خلافية أخرى بين البلدين تسبّبت في اضطراب العلاقات الثنائية منذ 2016، وفي مقدّمة هذه المواضيع الدعم الأميركي للقوات الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا “جماعات إرهابية”.
وقال أردوغان: “إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا فعلاً، فهل ينبغي أن تقف إلى جانب الإرهابيين أم إلى جانبنا؟ للأسف، إنّها تواصل دعم الإرهابيين”.
تأتي تلك المقابلة بين الرئيسين التركي والأمريكي، فيما يعتزم الرئيس التركي خلال اجتماعه المرتقب في 14 من الشهر الجاري (يونيو) مع بايدن أن يبذل جهوداً لتهدئة التوتّرات بين البلدين.
كان أردوغان توقّع الأسبوع الماضي أن تفتح تلك القمة المرتقبة “حقبة جديدة” في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
ورغم أن التوتر بين البلدين بدأ عام 2016، تمكن أردوغان من تحقيق مكاسب كبيرة مع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حيث تغاضى الأخير عن دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، وكاد أن يسحب ترامب القوات الأمريكية من سوريا بعد مكالمة هاتفية أردوغان، إلا أنه تراجع بعد ضغطٍ من مستشاريه العسكريين.
وبعد نجاح جو بايدن، عاد التوتر إلى أوجه في نيسان الماضي (2021) بعد اعتراف واشنطن بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها 1.5 مليون أرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
فيما ترفض تركيا، وريثة السلطنة العثمانية، الإقرار بوقوع أي إبادة، معتبرة أنّ ما شهدته منطقة الأناضول في حينه هو حرب أهلية ترافقت مع مجاعة، ما أسفر عن مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.