أثر برس

أزمة السرافيس في حلب مستمرة وقرار المحافظة “حبر على ورق”

by Athr Press G

خاص|| أثر برس أصدرت محافظة حلب خلال الفترة الماضية قراراً حول جملة من المخالفات المتعلقة بعمل “ميكروباصات” نقل الركاب “السرافيس” في مدينة حلب، يتضمن عقوبة مشددة تتمثل في حجز المركبة المخالفة لمدة أسبوع في حال ارتكابها أياً من المخالفات المدرجة ضمن القرار.

ويستذكر الحلبيون لدى سؤالهم عن نجاح القرار في تخفيف حدة أزمة المواصلات بعد /15/ يوماً من صدوره، بعبارة الفنان الراحل حسن دكّاك الشهيرة في مسلسل “مرايا”: “إي سيدي.. حط بالخرج”.

ثلاثة إلى أربعة أيام فقط، التزم خلالها سائقو “السرافيس” بمضمون القرار، الذي نص على عقوبة حجز “الميكروباص” لمدة أسبوع في حال ارتكب سائقه إحدى المخالفات التالية: “عدم الوصول إلى نهاية الخط، أو مخالفة خط سير المركبة المحدد لها، أو الامتناع عن نقل الركاب وانتقاؤهم، أو تحميل الركاب من خارج مراكز الانطلاق”.

فبعد مضي الأيام الأولى من صدور قرار المحافظة، عاد معظم سائقي “السرافيس” إلى سابق عهدهم بارتكاب المخالفات وخاصة منها المتعلقة بعدم الوصول إلى نهاية الخط المحدد، لتعود معها معاناة المواطنين، والذين أرسلوا العديد من الشكاوى لـ “أثر” حول تلك المخالفة، ولاسيما من قبل السائقين العاملين على الخطوط الرئيسية الحيوية ذات المسافات الطويلة وفي مقدمتها خط “الدائري الجنوبي”.

يقول “محمد” من قاطني حي السكري لـ “أثر”: “استبشرنا خيراً مع صدور القرار وخاصة أننا في الأيام الثلاثة الأولى شهدنا التزاماً من سائقي السرافيس، ولكن بعد ذلك عاد كل شيء كما السابق وأصبح السائقون يتركوننا في منتصف الخط أو قبل نهايته بكيلومترات قليلة، قائلين لنا (دبروا راسكن ما عنا مازوت)”.

حال “محمد” حال الكثيرين من أبناء حلب وخاصة منهم قاطنوا الأحياء الشرقية، الذين تعتبر خطوط “السرافيس” العاملة عليها من أطول الخطوط مسافة ضمن المدينة، ولدى سؤال الأهالي حول سبب إحجامهم عن تقديم شكاوى رسمية بحق السائقين المخالفين، تتفق الردود بجملة الفنان دكّاك: “حط بالخرج.. بيشددوا يومين وبعدها نحن مناكلها إذا التأموا علينا أصحاب السرافيس”.

والحال أن قرار المحافظة لم يترافق مع إجراءات حازمة وفعلية من قبل الجهات المسؤولة عن تطبيقه لأسباب “مجهولة”، وعلى حين أن معظم المواطنين أكدوا لـ “أثر” معرفتهم تلك الأسباب، إلا أنهم فضلوا عدم التصريح بها لأسباب “معروفة”.

ويتصدر مشهد تجمعات المواطنين المنتظرين لقدوم “السرفيس” الذي يقلهم إلى منازلهم أو أماكن عملهم، واجهة المشهد في مختلف شوارع مدينة حلب، وخاصة خلال فترة الصباح وبداية الظهيرة، أي بالتزامن مع مواعيد ذهاب الطلاب وانصرافهم من مدارسهم، وخاصة أن عدداً كبيراً من أصحاب “السرافيس” بات يفضل التعاقد مع المدارس لنقل الطلاب، بدلاً من العمل على خطه، الأمر الذي جعل من المكان الخالي في “السرفيس” وقوفاً أو جلوساً، أمراً نادراً لا يتمكن من الحصول عليه إلا كل “طويل عمر”.

وبالتوازي مع أزمة نقص “السرافيس”، تضاعفت أجرة الركوب في سيارات “التاكسي” عدة مرات، في خطوة استغلالية من قبل معظم السائقين، باستثناء قلة قليلة ممن فضّلوا “كسب لقمتهم بالحلال”، حافظت على أخذ أجرة معقولة تتناسب مع المسافة “الكيلومترية” للتوصيلة، إلا أن الغالبية العظمى من السائقين الذين طغى جشعهم على تلك القلة، وجدوا ضالتهم في أزمة “السرافيس” لكسب أرباح مضاعفة، زادت من معاناة وأعباء الحياة المترتبة على أبناء حلب.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً