أثر برس

أزمة المازوت تتسبب بتغيب كثير من الطلاب عن مدارسهم.. طلاب وأساتذة يشتكون عبر “أثر” من واقع النقل

by Athr Press B

خاص || أثر لم تنته أزمة النقل في سوريا رغم كل الحلول التي طرحت مسبقاً، بل تفاقمت لتصل إلى المدارس التي توقف بعضها عن إيصال الطلاب إليها، مطالبين ذوي الطلاب بتأمين أبنائهم بالوصول إلى المدرسة، لأن الأخيرة باتت عاجزة عن تأمين باصات لنقل طلابها، فالوقود شبه مفقود وهناك عجز في الحصول عليه إلا بأسعار خيالية تفوق ميزانية أي مدرسة.

عادةً، كان أهالي الطلاب يستعينون بحافلات نقل صغيرة تقل أبناءهم من وإلى مدارسهم، أما اليوم مر أسبوعان والأهالي يجدون صعوبة في التوفيق بين ارتباطاتهم العملية وبين المواظبة على توصيل أبنائهم إلى المدارس.

وقالت هند، مديرة إحدى المدارس الخاصة في دمشق لـ “أثر”: “حاولت تأمين الطلاب بحافلات صغيرة إلا أنها لا تتسع لأكثر من ستة طلاب، وهناك من يقطن في منطقة بعيدة ليس باليد حيله لتأمينهم، لذلك رجوت الأهالي تأمين الطلاب والطالبات لو بسيارات خاصة لحين انفراج أزمة الوقود ووصول التوريدات”، مؤكدة أن هناك طلاب يأتون إلى المدرسة سيراً على الأقدام نظراً لقرب المسافة، وبعضهم يستقل دراجة هوائية أو أي سيارة عابرة أو دراجة نارية.

وعبرت عن أملها في ألا تستمر هذه الأزمة لأن الطقس بارد ووسائل النقل المكشوفة ليست صحية بالنسبة للطلاب.

وبرأي محمد أحمد أستاذ في مدرسة ثانوية بدمشق، فإن أزمة النقل انعكست آثارها السلبية على طلبة المعاهد والجامعات والثانويات إذا يتجاوز عدد الطلاب المتغيبين عن المدرسة نتيجة ارتباطهم بوسائل نقل 200 طالب وطالبة منذ توقف باصات النقل التي كانت توصلهم للمدرسة.

بدورها، والدة أحد الطلاب بينت خلال حديثها لـ “أثر” أنها لا تستطيع أن توقف دوام ابنها أو تعطله مهما كانت الظروف فهو طالب (بكالوريا علمي) ويحتاج الذهاب للمدرسة بشكل يومي دون انقطاع، لذلك وجدت الحل بالطلب من جارها إيصال ابنها بسيارته الخاصة التي يملكها مقابل (أجرة تكسي) على أن يعود مع أحد أصدقائه إلى أقرب نقطة ظهراً”.
من جهتهم، تحدث المدرسون والطلاب عن المعاناة التي يتكبدونها جراء توقف وسائل النقل واضطرارهم إلى التغيب عن حصصهم الدراسية.

أما جويل طالبة في الثانوية العامة تشرح معاناتها اليومية المتواصلة منذ بداية أزمة النقل، وتقول: “المسافة إلى المدرسة بالباص هي ربع ساعة، أما في هذه الأزمة (المحروقات) فإنها تتطلب أكثر من ساعة ونصف حتى نؤمن أنفسنا ونصل للمدرسة”، مضيفة: “أحياناً يحالفني الحظ فأصل إلى المدرسة قبل ساعة لأن الحظ يسعفني (بأولاد الحلال) بإيصالي لأقرب نقطة وأحياناً كثيرة أضطر لدفع أجور مضاعفة للوصول قبل بدء الحصة الدراسية“، متابعة باختصار: “ثلاث ساعات مهدورة يومياً على الطريق”.

دينا عبد ـ دمشق

اقرأ أيضاً